ناقشت شبابا في مقتبل العمر لأفهم كيف يفكر جيلهم بخصوص الشهرة والمشاهير، فقالوا ماذا تتوقعين من مغمور ومهمش، وقد يكون متنمرا عليه، أو طموح حالم لا يملك إمكانيات للوصول لأهدافه، ويرى من تفتح لهم الأبواب من مختلف الأجيال عبر شاشات الأجهزة الذكية أو الدعوات والاستضافات، وكيف يتحول إلى شخصية لها اعتبار ويتأثر به الآخرون (تذكرت فيلم الجوكر) بخلاف ما ينالونه من حظوة ومال وتسهيلات.
عادت ذاكرتي لورقة العمل التي كتبتها في عام 2013 بدراستي لماجستير الصحة العامة (مقرر علم السلوك الصحي) إبان ثورة التواصل الاجتماعي، بعنوان تأثير الإعلام الجديد على السلوك الصحي، فوسائل التواصل الاجتماعي تحمل فرصا وتحديات في التغير الاجتماعي والسلوكيات الصحية ومن الأمثلة السمنة وأنماط التغذية الصحية، والتدخين، والتعامل مع الأزمات الصحية والفاشيات.
فمن الفرص سهولة استخدام التواصل الاجتماعي والوصول له والذي سمح للفئات الهشة، والمهمشة والمنبوذة بالدخول له ومشاركة الآخرين أفكارهم، واحتياجاتهم وجمع المتشابهين معهم لمشاركة تجاربهم وهمومهم والرفع بمطالبهم.
ومن التحديات استخدام التواصل الاجتماعي لتضليل الرأي العام وإثارته في قضايا مفتعلة أو للإساءة للجهود المبذولة ونشر الشائعات وما يثير الهلع والإحباط وإشغال الناس بقضايا مفتعلة والإباحية والانحلال، وكورونا الجديد حاليا كمثال حين يتناقل الناس المثير مهما كانت مصداقيته متجاهلين المصادر المتخصصة للمعلومة.
كذلك ساهم التواصل الاجتماعي في إشهار الشخصيات السيكوباتية - ومنها من يعانون من اضطراب الهستيريا- التي تجنح للكذب في لفت النظر لها ولأن أكاذيبهم مثيرة فهم يجدون انتشارا عند المتلقي الذي لا يعرف أنه يتأثر بشخصية مضطربة نفسيا (بالتشخيص الإكلينيكي) تستخدم الخداع والتأثير العاطفي والتنمر على الآخرين أو ادعاء التنمر عليها ومعارك وهمية مع جنود وهميين للفت النظر لها.
ختاما لا تجعلوا من الحمقى مشاهير فتكونوا أنتم أحمق منهم وانتبه خلك واعي.
@DrLalibrahim