وعمل العلماء على استخدام خوارزمية أطلق عليها «بلو دوت» تعتمد على الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بانتشار الفيروس، حيث تقوم الخوارزمية بمتابعة تقارير الأخبار بجميع اللغات تقريبًا، وشبكات الأمراض الحيوانية والنباتية، والإعلانات الرسمية لإصدار تحذير مسبق لتجنب مناطق الخطر لانتشار الفيروس.
» السرعة الأهم
ويرى العلماء أن السرعة في التعامل من أهم عوامل مواجهة انتشار الأمراض الوبائية، ولأن المسؤولين الصينيين ليس لديهم تاريخ جيد لتبادل المعلومات حول الأمراض أو تلوث الهواء أو الكوارث الطبيعية، فإنه يتعين على مسؤولي منظمة الصحة العالمية و«مركز السيطرة على الأمراض» الاعتماد على هؤلاء المسؤولين لمتابعة انتشار هذا المرض لأن مركز انتشاره يقع داخل الصين، لذلك ربما يكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي هو الحل الأسرع.
» توفير المعلومات
وقال كمران خان مؤسس «بلو دوت» ومديرها التنفيذي، إن الحكومات قد لا يعتمد عليها لتوفير المعلومات في الوقت المناسب، مستطردا: لذلك نستخدم المنتديات الصغيرة أو المدونات لمتابعة تطورات الأحداث غير العادية.
وأوضح أن الخوارزمية لا تستخدم منشورات منصات التواصل الاجتماعي في التنبؤ لأن هذه البيانات غير واضحة بشكل كافٍ، مشيرا إلى أن الطريقة الأقرب التي يمكن أن يعتمدوا عليها هي الوصول إلى بيانات تذاكر الطيران العالمية التي يمكن أن تساعد في التنبؤ أين ومتى يتجه السكان المصابون بعد ذلك؟.
وقال «خان»: بالفعل، تنبأت بشكل صحيح بأن الفيروس سينتقل من ووهان إلى بانكوك وسيول وتايبيه وطوكيو في الأيام التالية من ظهوره الأول.
» تتبع الأمراض
وعمل خان كأخصائي للأمراض المعدية في المستشفيات في تورنتو بكندا خلال وباء سارس عام 2003، وعمل منذ تلك التجربة على إيجاد طريقة أفضل لتتبع الأمراض المعدية، بعد أن بدأ هذا الفيروس في مقاطعة بالصين وانتشر إلى هونج كونج ثم إلى تورنتو وتسبب في موت 44 شخصًا.
وبعد اختبار العديد من البرامج التنبؤية، أطلق خان «بلو دوت» في عام 2014 وجمع تمويلا قدره 9.4 مليون دولار، ولدى الشركة الآن 40 موظفًا ما بين أطباء ومبرمجين ابتكروا برنامج تحليل ومراقبة الأمراض، والذي يستخدم أساليب معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي للتفتيش عن التقارير الإخبارية بنحو 65 لغة، إلى جانب بيانات شركات الطيران وتقارير تفشي الأمراض الحيوانية.
» التحليل الأخير
وذكر خان أنه بمجرد اكتمال عملية فلترة البيانات الآلية، يتولى البشر مهمة التحليل الأخير؛ حيث يتحقق علماء الأوبئة من أن الاستنتاجات منطقية من وجهة نظر علمية، ثم يتم إرسال تقرير إلى عملاء الحكومة وقطاع الأعمال والصحة العامة.
بعد ذلك؛ يتم إرسال تقارير «بلو دوت» إلى مسؤولي الصحة العامة في أكثر من عشر دول بما في ذلك الولايات المتحدة، وكندا، بالإضافة إلى شركات الطيران، ومستشفيات الخطوط الأمامية حيث قد ينتهي المطاف بالمرضى المصابين.
» انتشار أوسع
ويقول جيمس لولر؛ اختصاصي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة نبراسكا: من المحتمل أن يكون تفشي المرض أكبر بكثير مما أكده مسؤولو الصحة العامة.
ولوقف انتشار المرض؛ يجب أن يقوم مسؤولو الصحة العامة بإعلان الحقائق بسرعة. ولكن قد يكون من المفيد حاليًا تقليل انتشار الوباء من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.