والمشكلة الرئيسية أن الصين تصنع وتصدر كل شيء لهذا العالم والشعوب الأخرى تستهلك، فلا يمكن منطقيا إغلاق الصين كليا عن الاتصال بالعالم كما كانت قبل قرون عديدة؛ لأن ذلك سيؤدي إلى صدمة اقتصادية للعالم. والأخبار تتناقل في عدة صحف عن ظهوره أيضا في عدة دول أخرى ومن المحتمل أنهم كانوا قادمين من الصين. ويبدو جليا أن الأحداث تتسارع بشكل يومي. وبحسب تصريح مدير منظمة الصحة العالمية، فإنه من المبكر إعلان حالة طوارئ دولية؛ لأن حالات الطوارئ حاليا مقتصرة على الصين.
ولكن ما يهم هو الوقاية منه قبل انتشاره بشكل أوسع. والوقاية منه خير من الدواء، وخير من صرف الملايين على العلاجات ولتفادي انتشار حالات الوفيات بكثرة -لا سمح الله-.
والمعرفة هي سلاح من أنواع الوقاية، فحين نعرف سببه وكيفية انتشاره نستطيع وقاية أنفسنا وأبنائنا وأسرنا منه. طبعا من المهم أخذ المعلومات من المصادر الرسمية والموثوقة لمعرفة طرق الوقاية والاحتراز. وكذلك البعد عن نقل الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا نثير القلق بين أفراد المجتمع.
وقد تم أخذ الإجراءات الاحترازية من قبل وزارة الصحة والمركز الوقائي الوطني وباقي القطاعات على المنافذ والحدود للمملكة العربية السعودية للحماية منه والتصدي له. ولا توجد حتى الآن حالات مسجلة عن كورونا الجديد في المملكة (حتى كتابة هذا المقال)، وإن شاء الله تبقى بدون حالات مسجلة، وحفظ الله الجميع من كل سوء. وبين مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة في البيان الصحفي: «أن الأعراض الشائعة للعدوى هي الأعراض التنفسية الحادة: الحمى والسعال وضيق تنفس وصعوبة تنفس في الحالات الأكثر شدة. يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة».
ولعله من المهم ألا يدخل الإنسان حالة الوسواس من كل شيء من حوله مع الكثرة وتكرار الأخبار التي ذكرت والتي سوف تذكر في عدة صحف ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الحالية والمقبلة. ولكن الطريق الصحيح هو الأخذ بالأسباب من حيث الوقاية والاحتراز، وبعد ذلك يعقلها الإنسان ويتوكل.
وهذه الأمراض والأوبئة التي تظهر من فترة إلى أخرى قد تكون لها عدة مسببات ونأمل ألا يكون الإنسان من مسبباتها بتطويره أنواعا منها للبحوث! حتى لا يكون مثل ذلك القائل: هذا ما جنيته على نفسي!. ففي الماضي كانت تلك الأوبئة والأمراض تحصد الملايين عبر عدة قارات، ولكن اليوم بفضل الله ثم تطور العلوم الطبية والتقنية وكذلك تنوع وسائل الاتصال جعلت إمكانية التواصل أسرع، وإمكانية السيطرة عليها والحد من انتشارها أوفر حظا من ذي قبل. وأيضا وجود هيئات ومنظمات خاصة وعامة محلية وعالمية في معظم بلدان العالم سيساعد على الحد من الانتشار الكمي لها بإذن الله.
وقد يجزع البعض ويقلق حين يسمع عن انتشار الفيروسات والأمراض والأوبئة، ولكن النفس تسكن وتهدأ حين تسمع: «اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ».