ليس شرطاً أن يكون التنفيس عما في داخلك بالحوار مع غيرك كي لا تندم فيما بعد وينشغل بالك وفكرك. كثيرة هي الوسائل التي بإمكانها أن تخفف عنك تلك الضغوط الجاثمة على روحك والكاتمة لأنفاسك لتجعلك تسيطر على كل ما هو سلبي كي تحافظ على توازن حياتك.
حاول وإن كانت تلك المحاولة من خلال بذل جهدك وتحملك، حاول لتنتشلها منك بإرادتك وتعلّم كيفية وضعها في الإطار المناسب، ولكن بعيدا عنك كي لا تجعل الفجوة تكبر وتضعف من إرادتك ومن ثم تستنزف كل طاقتك وقوتك، فقط لا تجعلها تتراكم بداخلك لا تكبت لا تسكت أو تصمت لا تحتقن وتنسَ أن الله تعالى لا يكلفك أبدا فوق طاقتك.
قد تكون تلك الأمور ذات فائدة عظيمة في يوم من الأيام. إن لم تحاول ولو بالشيء البسيط أن تنفِّس ما بداخلك وإن كان بشكل عام، فستجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع كل تغيير تتعرض له ومع كل صدمة تواجهك.
إن لكل إنسان قائمته الخاصة به في الغضب وتلك الأفكار والأساليب الانفعالية والتي تكون خارجة عن السيطرة، ستخسر نفسك أولاً وستعطي فرصة لتلك العتمة أن تحتويك وتلتف كالقيود حولك، وستحجبك عن لذة الحياة لتنهار أكثر وتعتريك أفكار ومشاعر قد تهدمك...
فكل ما عليك عمله هو أن تسدد لكمة إلى وسادتك، ولا تدع الضغط والغضب والاهتياج محبوسا في داخلك. ولا تنس إحدى أهم المهارات الحياتية التي ينبغي أن تكتسبها عزيزي القارئ وهي التعايش وإن كان من الصعوبة ذلك، ولكن بوضع بعض الإستراتيجيات والطرق لمواجهتها والتعايش معها ومحاولة التقليل منها وإن كانت خارجة عن سيطرتنا.