اعتقد أن جانب تصور الأدوار بناءً على إدراك الذات معتم جدا عند الأجيال الجديدة، وذلك يعزى إلى محدودية التفكير على المستوى الدنيوي والتركيز على العلم بدلا من الدين لتحقيق النجاح الدنيوي الذي هو غايتهم الأسمى. وذلك بسبب الانبهار برواد العلم والفكر والاقتداء بهم بدعوى أن إدراك الذات من منطلق ديني غير أساسي للنجاح لاسيما أن فلسفة وجود هؤلاء الرواد عدمية، يدركون أنهم خلقوا من العدم ومصيرهم إلى العدم. والإجابة نعم النجاح على المستوى الدنيوي والمادي لا يتطلب سوى كثير من الجهد وقليل من الذكاء كما قال آينشتاين وقد يحقق شهرة وعوائد مالية مربحة ومكانة اجتماعية مرموقة وسينعم الجسد بالراحة والرفاهية، ولكن الإنسان روح كما أنه جسد، وبتعبير ابن القيم، يبقى في القلب خلة لا يسدها إلا ذكر الله والإيمان به. فمفاهيم كالرضا والراحة والسعادة لن تتحقق فقط بالاستغراق المادي، فالروح لا تبحث إلا عن من أوجدها ورضا من أوجدها كفيل بتسهيل طريق النجاح وما هو أبعد.
في زمن سيطرت عليه القيم الاستهلاكية والماديات الزائفة أحببت تخصيص هذه المساحة للحديث عن موضوع جدير بالاهتمام وهو إدراك ذواتنا وتصور أدوارنا، وأعني بإدراك الذات، اعتقادنا من الهدف من الوجود، أما تصور الدور فيُعنى به تمثيل الأدوار المتعددة التي تشغل حيز حياتنا كدور الموظف والوالد والصديق وغيره. حسب فلسفة الوجود الإسلامية، نحن ندرك ذواتنا على أنها أبدية سرمدية أزلية، ندرك أننا خلائف لله في أرضه نستخلفه بالعمارة والعبادة. على كل، هذا المقال لا يهدف إلى إعادة تأكيد هدف وجودنا بقدر ما ينظر إلى مدى انعكاس هذه الفلسفة على أدوارنا المحورية الصغرى. فعندما ندرك ذواتنا إننا خلائف الله في أرضه، من الضروري تصور أدوارنا في العمل والعائلة والمجتمع على الوجه المثالي الذي تنص عليه المبادئ الإسلامية وهي عين المثالية؛ لان الاعتقاد الحقيقي الصادق بأن وجودنا للعبادة والعمارة يتطلب ترجمة هذه المثل والمبادئ إلى أفعال يراد بها وجه الله أولا ثم الغايات الدنيوية الأخرى. فعلى سبيل العمل فسيبتغى به وجه الله أولا قبل أي مطامح دنيوية، وابتغاء وجه الله يتضمن الإحسان الذي يستبعد كل الاعتبارات التي تحيل العمل من الأداء على وجهه الأكمل.
هذا نظريا لكن واقعيا الترجمة الفعلية للإدراك على هذا النحو في غالبية الأدوار التي نقوم بها في انحسار، والأخطر أنه يعزى إلى الرجعية وكأن شبح العولمة يريد اجتثاث عالمنا الروحي كما اجتث عالمنا المادي. بل واستبدل بقيم سطحية دنيوية أفقدت قيمة العمل الحقيقية، فعلى سبيل المثال، فقدت قيمة التجمع الأساسية في المناسبات التي ينبغي أن تكون بدافع الصدقة والكرم والتواصل واستبدلت بأخرى يُراد بها فعليا أن تُدرك طبقة المُضيف الاجتماعية وتعزز جماهيريته وينال إعجاب واستحسان الآخرين. قيسوا على ذلك الكثير من عاداتنا اليومية، الذي يصنع فارق فقط النية فعلينا إعادة ترتيب أولوياتنا وفقا للهدف الأسمى من وجودنا أولا ثم ما يعيننا على ذلك.
اعتقد أن جانب تصور الأدوار بناءً على إدراك الذات معتم جدا عند الأجيال الجديدة، وذلك يعزى إلى محدودية التفكير على المستوى الدنيوي والتركيز على العلم بدلا من الدين لتحقيق النجاح الدنيوي الذي هو غايتهم الأسمى. وذلك بسبب الانبهار برواد العلم والفكر والاقتداء بهم بدعوى أن إدراك الذات من منطلق ديني غير أساسي للنجاح لاسيما أن فلسفة وجود هؤلاء الرواد عدمية، يدركون أنهم خلقوا من العدم ومصيرهم إلى العدم. والإجابة نعم النجاح على المستوى الدنيوي والمادي لا يتطلب سوى كثير من الجهد وقليل من الذكاء كما قال آينشتاين وقد يحقق شهرة وعوائد مالية مربحة ومكانة اجتماعية مرموقة وسينعم الجسد بالراحة والرفاهية، ولكن الإنسان روح كما أنه جسد، وبتعبير ابن القيم، يبقى في القلب خلة لا يسدها إلا ذكر الله والإيمان به. فمفاهيم كالرضا والراحة والسعادة لن تتحقق فقط بالاستغراق المادي، فالروح لا تبحث إلا عن من أوجدها ورضا من أوجدها كفيل بتسهيل طريق النجاح وما هو أبعد.
اعتقد أن جانب تصور الأدوار بناءً على إدراك الذات معتم جدا عند الأجيال الجديدة، وذلك يعزى إلى محدودية التفكير على المستوى الدنيوي والتركيز على العلم بدلا من الدين لتحقيق النجاح الدنيوي الذي هو غايتهم الأسمى. وذلك بسبب الانبهار برواد العلم والفكر والاقتداء بهم بدعوى أن إدراك الذات من منطلق ديني غير أساسي للنجاح لاسيما أن فلسفة وجود هؤلاء الرواد عدمية، يدركون أنهم خلقوا من العدم ومصيرهم إلى العدم. والإجابة نعم النجاح على المستوى الدنيوي والمادي لا يتطلب سوى كثير من الجهد وقليل من الذكاء كما قال آينشتاين وقد يحقق شهرة وعوائد مالية مربحة ومكانة اجتماعية مرموقة وسينعم الجسد بالراحة والرفاهية، ولكن الإنسان روح كما أنه جسد، وبتعبير ابن القيم، يبقى في القلب خلة لا يسدها إلا ذكر الله والإيمان به. فمفاهيم كالرضا والراحة والسعادة لن تتحقق فقط بالاستغراق المادي، فالروح لا تبحث إلا عن من أوجدها ورضا من أوجدها كفيل بتسهيل طريق النجاح وما هو أبعد.