مداواة خارج المملكة
كشفت «أفنان علي»، أنها اضطرت للعلاج خارج المملكة، بعدما أصابها الورم، وتحديدا في العاصمة البريطانية لندن، لعدم تلقيها العلاج المناسب، لتأمينها الذي لا يغطي جميع احتياجاتها في علاج الأورام، وقررت أن تكمل علاجها في الخارج، متمنية أن يكون التأمين شاملًا لعلاجات الأورام.
فيما تحكي «لولوة سلطان»، أنها بدأت علاجها في أحد المستشفيات في المنطقة الشرقية، وكان التأمين يغطي فحوصات المامو جرام، ولكن باقي العلاج أكملته في بريطانيا، موضحة أنها لجأت إلى العلاج الخارجي، على حسابها الخاص، لتكملة العلاج.
بينت استشارية الأورام ريما الحايك، أن الفحص المبكر لاكتشاف الأورام، مهم جدًا في بعض الفئات في النساء، اللاتي تعدى عمرهن 40 سنة، فالاكتشاف المبكر، يزيد فرصة الشفاء بشكل كبير، على عكس بعض الأنواع الأخرى من الأورام، مثل البروستات، والقولون، التي تظهر في مختلف الأعمار، تبدأ في الظهور على شكل أورام حميدة، ثم تتحول إلى خبيثة، مشددة على ضرورة الوقاية من سرطان الرئة أيضًا، والإقلاع عن التدخين.
» فوبيا وخوف
ولفتت إلى أنه منذ 10 سنوات من الآن، كان السرطان يمثل «فوبيا» لعدد كبير من الناس، وكان البعض يخفي إصابته به، ويتجاهل علاجه، ولكن الآن، ومع النضج الفكري، والوعي، أصبح اكتشاف المرض يتم بسرعة الكبيرة، وأدرك الناس إمكانية علاجه، كغيره من الأمراض، وبالفعل كثيرون يخضعون للعلاج، ويشفون نهائيًا من المرض.
» توفر العلاج
وأشارت د. ريما الحايك، إلى توافر العلاج، بدعم القائمين على الخدمات الصحية، مكررة ضرورة الاكتشاف المبكر، الأمر الذي يساعد على سهولة العلاج، وأن تكاليف علاج سرطان الثدي تحديدًا، تقل كلما اُكتشف الورم مبكرًا.
» نظم الرعاية
وأكدت أن وزارة الصحة، تعمل حاليًا من خلال إستراتيجية نظم الرعاية الصحية، التي تهتم كثيرًا بالمرحلة الأولى، وهي التوعية، والتشخيص المبكر، وبالفعل، تفاعل المجتمع بأفراده وجمعياته، التي تناولت التوعية والتشخيص المبكر بشكل واسع في جميع المناطق.
وقالت إن الخدمات الصحية تقدم بكل جهد لإدماج جهود المجتمع بالرعاية الصحية؛ للوصول إلى إمكانية التشخيص المبكر، والحد من تطور المرض، وتخفيض التكاليف العلاجية لصحة أفضل.
النضج الفكري ينتج علاجا تاما وتكاليف أقل
لا مفر إذا شخصت الإصابة بعد إنشاء «الوثيقة»
أكد المدير التنفيذي للعمليات بأحد المستشفيات م. نواف عواد، أن شركات التأمين تغطي حالات السرطان، بشرط أن تكون بداية اكتشافه بعد إنشاء وثيقة التأمين، أو أنه مصرح عنه في بداية التأمين، منوهًا بأن التأمين في الوقت الحالي يتيح إمكانية الكشف عن المرض، والعلاج، عند وجود شك في أي عوارض طبية، مشيرًا إلى أن التأمين يعالج المرض ولكن لا يتنبأ به.
» فحوصات دورية
وأضاف: إنه توجد حاليا تغطية من التأمين لبعض فحوصات السرطان الدورية، مثل سرطان الثدي، وسرطان الرحم، وإن كانت هناك علامات طبية على وجود شك بالسرطان في هذه الحالة تغطي الفحوصات والعلاج.
» مشروع وطني
وشدد على ضرورة دراسة إدراج الفحص المبكر ضمن مشروع وطني؛ لدرء مخاطر السرطان مثل ما هو موجود حاليا بالنسبة لسرطان الثدي وسرطان الرحم.
شكا عدد من مرضى السرطان، من عدم تحمل شركات التأمين، تكاليف علاجهم، واقتصار التأمين على المراحل الأولى لاكتشاف المرض، واضطرارهم لإكمال علاجهم على نفقتهم الخاصة، مطالبين بأن تتحمل الشركات، كل نفقات العلاج.
فيما أكد مجلس الضمان الصحي التعاوني، أنّ شركات التأمين ملزمةٌ بتغطية تكاليف علاج الأورام، لا سيما سرطان الثدي، وبحد المنفعة القصوى.
واعتبر استشاريون -تزامنا مع اليوم العالمي للسرطان- المرض، أحد الأمراض الخطيرة والمزمنة، خلاياه عدائية ومدمرة، لديها قدرة كبيرة على غزو أنسجة الجسم.
أكد د. أحمد الوباري أنه بالرغم من الحملات المكثفة لاكتشاف السرطان، لا يزال غالبية السكان في المملكة، لا يخضعون للكشف المبكر، حتى لو كان متوافرا لديهم، وبالتالي ينتهي المطاف بأن أغلب المرضى يأتون في مراحل متأخرة ومعقدة.
وأضاف: «المملكة لديها المقدرة الطبية والمادية لتنظيم برامج الكشف المبكر، ويجب تضافر الجهود، وأن تكون البرامج على مستوى عال، لأن المشكلة لا تقتصر على الكشف المبكر فقط، بل في الثقافة بأن الورم يكون في فكر الناس عبارة عن شهادة وفاة».
» خطة كاملة
وطالب د. الوباري بتدشين برنامج، يتكون من أطباء، ومتخصصين في منع الأمراض قبل حدوثها، لوضع خطة للتثقيف، والعمل بجهود متضافرة مزدوجة، وتوظيف هذا البرنامج للفئات المستهدفة.
ولفت إلى أن الخلل الرئيس، هو بعثرة الجهود، فلا بدّ من توحيد جهود وزارة الصحة، والمستشفيات، والجمعيات، في قالب واحد، واستخدام البحث العلمي لدراسة الجدوى من جهة، ولدراسة الأسباب من جهة أخرى، وهي دراسات مهملة، قائلًا: «لا توجد أي دراسة علمية في كل الدول العربية لدراسة الفحص المبكر لأي مرض وجميع الدراسات أتت من الغرب، ونحن نطبقها بعلاتها».
وتابع: «كذلك لا توجد دراسة على مستوى المملكة لأسباب الأورام، أيضًا أخذناها من الغرب، كما نأخذ علاجاتنا منه، وهذه العلاجات مأخوذة على جينات مختلفة، وصفات وراثية مختلفة عن مجتمعنا العربي، وبالتالي ما يوجد في دراستهم العلمية، لا ينطبق بنسبة 100% علينا كعرب».
» تقدم المملكة
ونوه د. الوباري بوجود خلل في إحصائيات الأمراض، وأنه على الجميع أن يكون على قدر المسؤولية، موضحًا أن العلاج والرعاية الصحية في المملكة، متطوران جدًا عن باقي الدول العربية، فالمملكة تتقدم في هذا المجال بدون منازع، وأفضل من دول أخرى بمراحل متعددة في التدريب والعلاج والأطباء المحليين.
وقال: «نحتاج فقط إلى تنظيم أكثر، وهذا يستدعي تضافر الجهود، برعاية وزارة الصحة، ووضع خطة جدية للبحث والتطوير في مراحل الكشف المبكر».
ألفًا عدد السعوديين
الخوف وراء اكتشاف «الورم» في آخر مراحله
آلاف غير السعوديين
الأكثر انتشارًا:
16%
سرطان الثدي
12%
سرطان القولون والمستقيم
8%
سرطان الغدة الدرقية
جهود مبعثرة لحملات التوعية الصحية
قال استشاري الأورام بمستشفى الملك فهد التخصصي د. أحمد الوباري، إن الفحص المبكر مهم لبعض أنواع السرطان، منها تحديدًا سرطان الثدي، وأورام الرئة، وأورام القولون، وذلك نتيجة لدراسات علمية، أثبتت أن اكتشاف هذه الأورام ممكن في مرحلة مبكرة، باستخدام الوسائل الطبية، كسرطان الثدي، والذي يكشفه المامو جرام، والأشعة المقطعية ذات الجرعة الإشعاعية المحدودة في أورام الرئة، والمنظار القولوني في سرطان القولون.
» نسب عالية
وأشار د. الوباري إلى أن نسبة اكتشاف الأورام في المملكة، في مراحل متقدمة، تصل لـ70%، وتأتي في مراحلة متقدمة بالنسبة لسرطان الثدي، مؤكدًا جدوى الاكتشاف المبكر، للوصول إلى نسب أعلى، وأن هناك عدة طرق لذلك، ومن ضمنها التثقيف.
» زيارة الطبيب
وبينّ أن عددًا من المرضى، ينتظرون طويلًا، وفي خوف من تشخيصهم بالإصابة بالسرطان، معتقدين أنه سيوصلهم مباشرة إلى الوفاة، في حين أن ذلك غير حقيقي، فاكتشاف الورم في مرحلة مبكرة، يزيد نسبة الشفاء ما بين 80% و90%.