أما من الناحية السياسية، والتي تعتبر لها أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين السعودية وبريطانيا، فإن بريطانيا سوف تكون لديها حرية أكبر في الحركة والتنسيق مع السعودية لحل قضايا المنطقة، مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان والتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. ويلاحظ في السنوات الأخيرة أن مواقف بريطانيا السياسية شبه متطابقة مع السعودية، سواء في اليمن وموقفها من الانقلاب على الشرعية في اليمن من قبل الحوثيين، أو موقف بريطانيا من تدخلات إيران في المنطقة، أو في الملف السوري، كلها تكاد تكون متطابقة.
أما من الناحية الأمنية والعسكرية، فسيتيح خروج بريطانيا فرصا أكبر لتعزيز التعاون مع السعودية في الجانب العسكري. ففي ديسمبر 2016 أكدت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي أن بريطانيا ستستثمر أكثر من أربعة مليارات دولار في الدفاع بدول الخليج خلال السنوات الـ10 المقبلة. وفي سعي المملكة وفق رؤية 2030 إلى توطين العديد من الصناعات والخدمات العسكرية بما في ذلك نقل المعرفة، فقد أبدت لندن جاهزيتها لمواكبة هذه الأهداف. ففي سبتمبر (2017) وقع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع البريطاني السابق مايكل فالون اتفاقية إطارية للتعاون العسكري والأمني؛ بهدف تعزيزها وتطويرها وفقا لرؤية 2030. وفي سبتمبر 2017 انطلقت أولى المبادرات السعودية البريطانية التي تهدف لصناعة وتجميع 22 طائرة هوك، على أن يتم تجميع وتصنيع آخر طائرة في هذه المبادرة بأيادٍ سعودية 100%، ويأتي اجتماع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الدفاع البريطاني غافين_وليامسون خلال زيارته إلى لندن في مارس 2018 والتي وقع على إثرها مذكرات تفاهم، بهدف تفعيل الاتفاقية الإطارية في نقل وتوطين التقنية، والشراكة الصناعية والتدريب والبحث والتطوير والاستشارات الفنية وفق رؤية المملكة 2030.
أما في مجال التعاون الأمني فلرئيسة الوزراء البريطانية السابقة السيدة تيريزا ماي عدة تصريحات عن أهمية المملكة كحليف مهم في مكافحة الإرهاب، وهناك تنسيق على أعلى المستويات في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب بين الرياض ولندن خاصة أن المملكة لديها تجربة طويلة في هذا المجال. وسيتيح خروج بريطانيا تعزيز التعاون الأمني سواء منه ما يتعلق بتنظيمي داعش والقاعدة، أو بحزب الله والتنظيمات الأخرى التابعة لإيران.
وأخيرا فإن الإمكانات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية التي لدى الطرفين، تحتاج إلى تحرك عملي من جانب بريطانيا والسعودية، من خلال تفعيل أكبر لمجلس الشراكة الإستراتيجي، خاصة أن لدى الطرفين رغبة كبيرة في تعزيز العلاقات.
@Alothaimin