الأرقام مخيفة، وفي ازدياد، إننا بالفعل أمام خطر حقيقي على الصحة العالمية، خطر يهدد حياة الملايين، ودورنا في تحييد هذا الخطر كبير وعظيم، ولا يجب أن نستهين به أبدا.
لطالما كانت التوعية والوقاية السبيل الأفضل لمواجهة أي مرض، بهما نختصر الطريق على أنفسنا ونتجنب مرارات الألم وننجو من دوائر اليأس، لذلك ومواكبة لليوم العالمي للسرطان يجب أن نعظم من حملات التوعية ضد مرض السرطان، فلنكثف مثلا من الحديث المجتمعي حول الكشف الطبي وأهميته وقت الشعور بأي ألم أو اشتباه، كذلك من الضروري أن نؤكد على ثقافة الاطمئنان الدوري على صحتنا من خلال إجراء فحوصات سنوية أو نصف سنوية، إن كلا الأمرين من شأنهما أن يساهما في الاكتشاف المبكر للمرض إذا وجد - لا قدر الله- وبالتالي تزداد فرص علاجه واستئصاله كليا.
ويجب أن تأخذ التوعية المعلوماتية حول المرض مساحة أكبر مما هي عليه اليوم، حيث إن معرفة المرض ومسبباته وأعراضه وكافة جوانبه تساهم في الوقاية منه فإن لم يكن فعلى الأقل اكتشافه مبكرا.
وفي جانب آخر، تبرز أهمية مساعدة المرضى المصابين بهذا المرض، لا أقصد المساعدة الطبية فهي مكفولة لأهل الطب والتخصص، والذين لا يتوانون أبدا عن القيام بدورهم، بل أقصد المساعدة النفسية عن طريق تأهيلهم لمواجهة صعوبات العلاج، وبث الأمل فيهم والوقوف بجانبهم كيفما نستطيع. ذلك أن النفسية القوية الإيجابية للمريض -بحسب عديد من الدراسات- تساهم بقدر أو بآخر في الاستشفاء من المرض.
إن الأدوار الحكومية والرسمية في مواجهة المرض مهمة جدا ومقدرة، لكن لن يكتب لها النجاح المأمول دون وعي مجتمعي موازٍ، الوعي هو منتصف الطريق نحو الحل، وبدونه سيستمر المرض في الزحف إلى قطاعات جديدة وأعداد أكثر وهذا ما لا نريده مطلقا، فشمروا عن السواعد وانشروا ثقافة الوقاية والمعرفة، وساهموا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
@ibahathek11