إن المملكة العربية السعودية كواحدة من دول العالم، حيث تتباين فيها المواقف والأحداث بصورة مستمرة، لأن المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كثيرة ومتسارعة في جميع المجتمعات، ونحن في بلادنا جزء من هذه المنظومة العالمية للتغير سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو الوطني.... ولا شك أن الجزء الأكبر من هذه الحركة الطبيعية لمجتمعنا المحلي على مدى سنوات كانت إيجابية، وجزء بسيط منها سلبي؛ لأنه لا يمكن أن نكون مجتمعا مثاليا في كل شيء؛ لأننا بشر نخطيء ونصيب.
إن الواقعية بوجود التغير المجتمعي مع حقيقة مبدأ الخطأ والصواب لدى أي فرد أو مجتمع يحتم علينا النظر بإنصاف إلى ما يحدث في بلادنا كجزء من العالم، لذلك يجب أن لا نركز على السلبيات وننفخ فيها لتكبر هلاميا (وليس حقيقة)، وفي نفس الوقت نتجاهل واقعا حسنا ملموسا من الجميع. ومن هذا الباب فإن التركيز على الإيجابيات في مجتمعنا السعودي المبارك أمر يحتمه المنطق والعقل السليم؛ وذلك لوجود العديد من المحاسن والإنجازات الإيجابية لدى شعبنا وبلادنا وقيادتنا على حد سواء، وهذا بطبيعة الحال لا ينفي وجود أخطاء أو هفوات محدودة سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو الحكومي، لأن الكمال لله وحده سبحانه، ولكن ليس من الصواب أن نحارب أنفسنا بأيدينا بنشر السلبيات البسيطة، وكأنها هي الصفة العامة للشعب أو الدولة، مما يبعث الإحباط واليأس لدى المواطن السعودي الغيور على بلده الكريم.
إن مبدأ التركيز على الإيجابيات هو هدف أساسي منشود من جميع المواطنين المحبين لبلادهم، والطامحين لتنميتها وتطويرها بسواعد شبابها المخلص الذي يحتاج التشجيع والمساندة لكي ينظر إيجابيا للمستقبل... ولا شك أن هذا الأمر الطيب بالتركيز على الإيجابيات لا يفرح أعداء الوطن، سواء في الداخل أو الخارج، فهم يسعون جاهدين بكافة الوسائل إلى التشكيك ونشر الأخبار السلبية وبث الإشاعات الكاذبة التي تهدف إلى تشويه المجتمع السعودي المحافظ الكريم، وهم يسعون إلى التقليل من شأن المساعي الحكومية لتطوير البلاد، بالإضافة إلى هدف الأعداء السيئ لإحداث فجوة بين القيادة المباركة والشعب السعودي المخلص الوفي لدينه ووطنه وقيادته، وبإذن الله لن يحقق هؤلاء الأعداء مرادهم وسيبطل المولى دسائسهم.... وإلى الأمام يا بلادي.
[email protected]