التوعية وترسيخ مفهوم السلامة المرورية لابد أن يكون مستمرا وفي جميع وسائل التواصل الاجتماعي؛ كونها تتعلق بحياة الفرد وحياة الآخرين، لذا تعتبر من أهم قضايا المجتمع، وخلال خبرتي في قيادة المركبة منذ أن بدأتها مع بداية السماح للسيدات بقيادة المركبة قبل سنة ونصف السنة فلا أكاد أذهب لأي مشوار إلا وأرى بأم عيني مجموعة من التجاوزات الخطيرة جدا من معظم السائقين سواء من الذكور أو الإناث، والأغلب للأسف هم من الذكور وممن لهم باع طويل في السياقة وكأن الشارع هو للسباق والمراهنة على من يتجاوز أكثر ويضايق من أمامه ومن بجانبه، تجاوزات أدت إلى حوادث خطيرة كنت شاهدة عليها، وحوادث كادت أن تقع لولا ستر الله، كل ذلك بسبب عدم التقيد بأنظمة الشارع وتجاوز السرعة المحددة للشارع والتجاوزات غير آبهين بسلامتهم وسلامة من معهم ومن حولهم في الشارع، هؤلاء بالذات لابد من إيجاد آلية مع المرور كوضع كاميرات في السيارة مثلا أو كاميرات توضع في الشارع في كل 100 متر؛ لإيقاع العقوبات الرادعة لهم والصارمة كي نضمن سلامة الجميع وتقليل نسبة الحوادث التي أودت بحياة الكثير من الناس وكبدت الاقتصاد الشيء الكثير، أقول هنا وبكل حزن مما يؤسف حقا أن معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق والسيارات بالمملكة تعتبر واحدة من أعلى المعدلات في العالم، وبحسب التقرير الصادر من الأمم المتحدة فإن حوادث الطرق في شكل متزايد، إذ يبلغ معدلها يوميا ثلاثة آلاف وخمسمئة حالة على مستوى العالم أي تتسبب في فقدان ما يقارب من مليون وربع المليون شخص سنويا، والعدد سيتزايد إذا لم تتخذ إجراءات عملية وأكثر شمولية للحد من تلك الحوادث.
الحمد لله أن إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني 2030 تهدف إلى خفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث على الطرق بنسبة تصل إلى 50 % من خلال تبني رؤية المملكة لإجراءات إضافية لضمان السلامة المرورية وتقليص حوادث الطرق وآثارها، لذا أعدت الجهات المعنية مثل وزارة الداخلية والنقل وأمانات المناطق والتعليم أهدافا إستراتيجية مرتبطة بالرؤية.
77huda@