@Alothaimin
هناك هدف سياسي أيديولوجي في التدخل التركي في ليبيا يتمثل في دعم الميليشيات المحسوبة على الإخوان المسلمين. فقد حاولت تركيا بعد وصول الرئيس أردوغان إلى السلطة استعادة دورها القائد في المنطقة عبر التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين ودعمهم للوصول إلى السلطة في دول الربيع العربي اعتقادا منها أن هذا التحالف سوف يجعل منها دولة مركزية وقائدة للعالم العربي ويعزز نفوذها في إطار ما يسمى بـ «العثمانية الجديدة»، لاسيما أن الحزب الحاكم في تركيا ليس ببعيد عن مبادئ تنظيم الإخوان. يقول المحلل السياسي التركي فائق بولوت في مقابلة مع قناة «العربية» إن «خلفية أردوغان الإخوانية والربيع العربي جعله يفكر بعثمانية جديدة تكون هي المسيطرة والدول العربية تكون الحديقة الخلفية ولهذا دعم الإخوان لتحقيق ذلك المشروع الكبير». وقد لخص هذه السياسة مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان، ياسين أكطاي، في لقاء تلفزيوني حيث قال «إن إسقاط الخلافة تسبب في فراغ سياسي في المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلا سياسيا في العالم نيابة عن الأمة، البعض منا يستخف بقوة الإخوان ويقول إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان». ويضيف أكطاي إن لجماعة الإخوان «فروعها الخاصة وفقهها الخاص، وهي تمثل اليوم ذراعا للقوة الناعمة لتركيا في العالم العربي، فهذه الجماعة ترحب بالدور التركي في المنطقة. وهم بالتالي ينظرون إلى الدور التركي على أنه النائب للخلافة الإسلامية التي تم إسقاطها سابقا». وبالتالي فقد ساندت تركيا خلال الحرب الأهلية في ليبيا مجموعات مقربة من حركة الإخوان المسلمين وقدمت لهم السلاح ومعظم هؤلاء ينتمون إلى المنطقة الغربية (طرابلس ومحيطها)، على رأسهم السويحلي، وخلفه في رئاسة المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، أحد مؤسسي حزب «العدالة والبناء» الذي هو الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا. فبالرغم من القرار الدولي بحظر السلاح عن ليبيا نزلت بكل ثقلها في دعم حكومة الوفاق وأرسلت عددا كبيرا من شحنات الأسلحة والطائرات المسيّرة إلى قواتها لمساعدتها في مواجهة قوات الجيش الليبي، ما أدى إلى تزايد حدة الصراع الميداني بين طرفي النزاع. فقد كانت تركيا تراهن على المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج، ومعه ميليشيات الإخوان المسلمين والتيارات المتشددة والمجموعات المسلحة التي توفر لهم الدعم لإعادتها إلى الساحة الليبية مجددا ومد نفوذها السياسي هناك. كما أن سقوط محمد مرسي في مصر وفشل تركيا في الوصول إلى مصر، والتي لا تزال حتى الآن تسعى للعودة لها من خلال استضافة قيادات الإخوان المسلمين المصريين في إسطنبول ثم بعد ذلك خسرانها السودان، بسقوط حليفها عمر البشير، ومعه أيضا سقطت جماعة «الإخوان» الحاكمة لثلاثة عقود، والتي أنهى بذلك اتفاقية التعاون العسكري مع تركيا، وألغى عقد تأجير جزيرة سواكن التي خطط الأتراك لتكون قاعدة عسكرية لهم، لفرض وجودهم قبالة الشواطئ السعودية، وبالقرب من مصر.
وأخيرا فتركيا تحاول عبر تدخلها في ليبيا العودة لمصر والسودان من خلال ليبيا، وتعويض ما خسرته فيهما. وسوف تستخدم للوصول إلى هذا الهدف كل الأدوات من جيش المرتزقة إلى مواصلة توريد السلاح إلى الجماعات المحسوبة على الإخوان المسلمين إلى توفير غطاء لإرسال الخبراء والمدربين لنقل الخبرات العملياتية والتكتيكية مع تبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى توفير غطاء سياسي وإعلامي عبر المنابر الإعلامية الناطقة بالعربية في تركيا، والإعلام التركي الرسمي بالإضافة للتحرك لتحييد أو استقطاب الدول الإسلامية غير العربية لصالح توفير غطاء إسلامي لهذا الهدف.
@Alothaimin
@Alothaimin