إن المجتمعات البشرية في مختلف مناطقها وعبر تاريخها الطويل لها من المعتقدات والتقاليد والممارسات ما يعتبر مقدسا أو مُحترما لديها.. وهذا الأمر يسري على المجتمعات العربية المسلمة في عصرنا الحالي التي تقدر عقيدتها الإسلامية السمحة وتفخر بعاداتها الأصيلة، التي تعكس الكرم والشهامة والاحترام لثقافة المجتمع التي توافق عليها الناس عبر السنين، حيث مثل هذا الأمر شيء طبيعي في حياة الإنسان.
إن المجتمع السعودي المبارك هو جزء أساسي من الأمة العربية، ولديه ثقافة مجتمعية كريمة تنبع من الدين الإسلامي، وإرث طيب من التقاليد المقبولة من المواطنين.. لذا فإن كسر وتهميش ما تعارف عليه المجتمع يعتبر أمرا غير مقبول في بلادنا العزيزة (ونفس الشيء ينطبق بأي بلد آخر)، لذا فإن مبادرة إصدار حكومتنا الرشيدة «لائحة الذوق العام» تعتبر أمرا إيجابيا جدا ومرحبا به مجتمعيا، حيث كيف يُسمح لأشخاص قلة معاكسة ذوق ورغبة الأغلبية دون اكتراث للضوابط الأخلاقية أو ما يرغب به الناس، ومثال على ذلك التصرفات الخادشة للحياء أو التلفظ بأقوال سيئة بالأماكن العامة أو ارتداء ملابس مخجلة أو رفع الموسيقى داخل الأحياء السكنية أو إلقاء النفايات في الشوارع والحدائق... إلى آخره من التصرفات الممجوجة التي تؤذي الآخرين وتُظهر المجتمع السعودي الكريم بصورة سلبية وغير حضارية، ومثل هذه السلوكيات الخاطئة من الطبيعي أن تُرفض وتوقف عند حدها بموجب نظام وتطبيق حازم يحفظ الذوق العام للمجتمع السعودي المبارك، الذي عُرف عنه الشيم الحميدة والأخلاق العالية.
إن القرار الحكومي الأخير بإصدار غرامات على مخالفي الذوق العام، يعتبر خطوة جيدة ونظرة إيجابية لتحسين الحياة الاجتماعية في المدن السعودية، بما يعكس رقي الشعب السعودي واحترامه لإرثه التاريخي الكريم، الذي أورثه لنا الآباء والأجداد من حسن الخلق ومراعاة شعور الناس وطيب المعاملة وغيرها من الأمور الجميلة التي تعتبر ثقافة مجتمعية إيجابية، ومن الطبيعي أن هذا لا يتعارض مع التقدم والتطور والأخذ بأسباب التجديد الترفيهي المناسب للمجتمع بكافة عناصره، بحيث نحقق الاحترام والمراعاة لجميع شرائح الشعب السعودي الكريم... وإلى الأمام يا بلادي.
[email protected]