إن الأمن يعد مطلبا بشريا أساسيا في حياة البشر جميعا، ولا يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع من المجتمعات وهو يفتقر إلى الأمن، فالأمن هو الأساس الجوهري لكافة نشاطات الإنسانية عامة، ليس ذلك فقط، فبدون الأمن لا يمكن تحقيق أي هدف من الأهداف التنموية، ولن يستطيع أن يعيش الفرد في المجتمع متمتعا بحرية التنقل والتعايش السلمي بدون أمن، وسوف تعم حالة من القلق والتوتر والتشتت في ظل فقدان قواعد وضوابط الأمن، ولهذا يعد الأمن أحد الركائز الأساسية التي يجب أن تعتمد الدول في تحقيق أهدافها التنموية عبر مشروعاتها، ومن آليات تحقيق الأمن نشر ثقافة الأمن والسلم، فنحن جميعا في حاجة إلى قيم الأمن والتسامح والسلم، وفى هذا السياق نؤكد أن الأمن يرتبط بالتنمية ويتواكب هذا مع ما شهدته محافظة الأحساء في الأيام القليلة الماضية من انطلاقة الملتقى العربي الثاني للأمن السياحي الذي تنظمه المنظمة العربية للسياحة مع مجلس وزراء الداخلية العرب تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وجاء هذا الملتقى تحت عنوان «السياحة والأمن رافدان للتنمية»، وهذا يعد حقيقة لا جدال فيها، فالعلاقة بين السياحة والأمن علاقة متلازمة وأينما تكون السياحة ناهضة ومزدهرة يكون الأمن مستتبا، وأينما يفتقد الأمن والاستقرار لا تكون هناك فرص لنجاح السياحة، فالترابط بين الأمن والسياحة بشكل عام ترابط قوى وهذا ما يؤكده العديد من الوزراء في العديد من الدول العربية والخبراء وكبار المسئولين والمتخصصون في مجال السياحة وقادة الأمن، حيث إن الأمن يعد أحد المقومات الأساسية لنجاح عملية التنمية والنمو والارتقاء، حيث لا يتحقق الازدهار لمشروع التنمية إلا في ظل وجود أمن راسخ يدعم ويتيح هذه المرتكزات التي تخلق مناخ أمن للمشروعات التنموية السياحية والاقتصادية والإنتاجية، وفى الواقع تسعى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- لإحداث طفرة سياحية شاملة في سياق رؤية المملكة 2030، وفى إطار ذلك اتخذت المملكة العديد من القرارات الداعمة لتفعيل منظومة الأمن الوطني بصفة عامة والأمن السياحي من خلال العمل الدؤوب والمتواصل لتوفير كافة عوامل وعناصر الجذب السياحي، وهذا ما جعل المنطقة الشرقية اليوم جوهرة سياحية متميزة وقد منح المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للسياحة وسام السياحة العربية من الطبقة الممتازة لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية؛ لدوره في دعم السياحة والذي أسهم في اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية، كما اثنى رئيس الوزراء المصري الأسبق على ما تتمتع به محافظة الأحساء من مقومات سياحية تراثية ثقافية ومزارات ترفيهية جعلتها ذات طبيعة سياحية متفردة، لذلك سميت الأحساء بأرض الحضارات.