عمل النساء لا لإثبات الذات والقدرة على الإنتاج فحسب، وإنما الإسهام ومشاركة الرجل في التنمية الوطنية وتحسين مستوى الأسرة، بالإضافة إلى أنه أمان للمرأة لتقي نفسها شر الحاجة، إذا ما حدث في حياتها أمر استثنائي كوفاة المعيل، أو طلاقها من زوجها لا قدر الله.
وكثيراً ما تسبب هذا الراتب في العنوسة.. جشع أقرب الناس إليها آباء وأولياء أمور كبلوا بناتهم بالأغلال -سامحهم الله- فحرموهن حقوقهن الشرعية في الزواج والإنجاب، بسبب الراتب الذي استحق بالفعل لقب النقمة في هذه الحالة، رجاء مراقبة الله ومحاسبة النفس قبل أن تحاسبوا.
ولا يكون هذا الراتب نقمة حين يخضع للظروف الاقتصادية، فعندما يكون الزوج من ذوي الدخل المحدود وفي حالة زيادة عدد أفراد الأسرة، وارتفاع متطلبات الحياة التي باتت تفوق استطاعة الكثيرين حينها يتحتم مساعدة شريك الحياة وبطيب خاطر.
لكن عندما يكون الزوج انتهازياً يرى أن راتبها حق مكتسب فهذا من الظلم؛ وهو مأساتها الحقيقية. سؤال لهذا الزوج وأمثاله: هل تزوجها ليعولها أم ليجد من يعوله؟!! وإن تعفف عن أخذ راتبها عنوة كما يفعل بعض الشواذ من الأزواج، فالراتب ذاهب ذاهب.. بشكل أو بآخر.. مصروف البيت ومدارس الأولاد.. وفواتير الكهرباء والماء، ورواتب الخدم وغيرها من الاحتياجات كلها من راتب الزوجة، هذا ما يحدث من بعض الشواذ.
فإذا ما كانت العلاقات طبيعية والنفوس راضية بين الطرفين فالمشاركة واجبة والتضحية ضرورة خاصة وأن الزوجة تقوم بدور مضاعف، عمل خارج وداخل المنزل، قد يحدث عدم توفيق بين العملين فيفرز سلبيات كالتقصير في حقوق الزوج والبيت، هذا وارد لعدم التفرغ الكامل، هنا وجبت التنازلات، ووجب التقدير من كلا الطرفين طالما وأن الهدف توفير الحياة الأفضل للأسرة وتأمين المستقبل للأولاد.. الحديث في هذا الموضوع يطول..
أتمنى أن تُحل هذه القضية.. نعم للمشاركة بطيب خاطر ولا للمصادرة.
أنيسة الشريف مكي
aneesa_makki@