جرب قبل خلودك إلى النوم أن تستحضر مواقف أو أمورا تبعث فيك الشعور الجيد سواء من ماضيك أو حاضرك، أو حتى استشراف مستقبلك، وحاول أن تتذكر حين استيقاظك في اليوم التالي ما فكرت فيه ليلا، وابذل جهدك قبل الخروج من السرير لاستحضار المزاج الإيجابي، وابدأ بعدها في ملاحظة تطور علاقاتك وأحوالك في هذا اليوم. فمن شأن هذا التمرين البسيط أن يحدث الفارق الواضح في يوميات حياتك، وسوف تلمس تبدلا في علاقاتك بمحيطك، وظهور أنماط جديدة من الشخصيات حولك، فنحن نملك القوة الداخلية لاستدعاء الأفضل ممن حولنا، لأن تلك الاحتمالات موجودة أصلا بداخلهم، لكنها لا تظهر إلا لمن يمتلك مفاتيح استدعائها، حيث يتواجد بداخلنا احتمالات عديدة من الاستجابات، فهناك الشخص المتفهم للغاية وغير المتفاعل، والشخص المنفتح والمنغلق في أحيان أخرى، وربما نكون جميلي المعشر في بعض المواقف أو صعبي المزاج في مكان ثانٍ، وتتمحور التجربة التي نعيشها مع أي شخص على قدرتنا في استخراج الاحتمالات الأفضل منهم. ولتوضيح ذلك أكثر لاحظ شخصية أحد الأطفال حولك، وكيف تتغير طبيعتها اعتمادا على طبيعة الشخص البالغ الذي يتفاعل معها، فتجده متعاونا منصاعا مع أحدهم، وعنيدا مشاكسا مع الآخر، وهذا يبسط لك مفهوم قوة التأثير الناتجة عن توقعات الآخر في استجاباتنا، حيث تلعب نواياك وأسلوب تعاملك دورا كبيرا في الحصول على التأثير الإيجابي في علاقاتك، مما يؤكد أنك المسؤول الحقيقي في صناعة واقع علاقاتك وجودة حياتك، فحين تبذل جهدك دوما للحفاظ على منظورك الإيجابي واختيار نواياك الداخلية بتركيز واع، ستسر من ردود الأفعال الإيجابية التي سوف تتلقاها من المحيطين بك، وستتخلص حينها من أي لوم تلقيه عليهم، لأنك استوعبت حقيقة مفادها أنك تجذب العلاقة والتجربة التي تناسب درجة استحقاقك، والمتناغمة مع مستوى نواياك الداخلية، وحين تكون في انسجام مع كينونتك وتتعلم أن تحب ذاتك، فلن يتمكن الآخرون الذين تتفاعل معهم من إيقاف تيار العافية في حياتك، فإما ستجدهم يبادلونك نفس المشاعر الطيبة، أو سينسحبون خارج حدودك. وسواء كنت تعيش حاليا علاقة ممتعة، أو كنت في خضم علاقة غير مريحة لك، فما من شيء تفعله لزيادة العلاقة الممتعة، أو الانتقال للعلاقة المرغوبة، أجدى من أن تجهز مفكرة للامتنان وتخصص وقتا يوميا لا يتجاوز الخمس دقائق لأجل تدوين الجوانب الإيجابية للأشخاص المستهدفين في حياتك، وخلال مدة قصيرة ستحصد العديد من العلاقات الرائعة مع من حولك، فقوة تفكيرك الإيجابي لا تحدد نوعية الأشخاص الذين يدخلون حياتك فحسب، بل إنها تحدد كذلك كيفية تصرفهم حين يتواجدون معك.