التنمر الوظيفي مشكلة يعاقب عليها القانون في دول عديدة لما له من آثار سلبية على الاقتصاد وعلى الموظف المظلوم نفسه. التنمر الوظيفي والتعسف الوظيفي وجهان لصفة واحدة وهي الانتقام الانتقائي لموظفين يكرههم المدير لأسباب في مجملها غير منطقية وغير مبررة. التنمر الوظيفي سلوك غير تنظيمي وغير نظامي يساهم في ظهور سلوكيات كيدية تضر الموظف المختلف عن مدير، سواء في القيم أو الجنسية.
وقد ترددت قبل عدة أيام قضية تظلم أحد الموظفين من مديره المباشر الذي أصدر بحقه إنذارين والثالث في الطريق ليتم فصله عن العمل، بل تم إيقافه عن العمل لأسباب وضحها مديره للإعلام. الحقيقة إن تقصير الموظف في عمله يستوجب التنبيه ثم الإنذار إذا لم يكن لفت النظر كافياً ولا عاطفة أو مجاملة في هذا الأمر؛ لأن رفع الإنتاجية في المملكة على المستويين الحكومي والخاص من مستهدفات ورؤية المملكة 2030.
لفت انتباه الموظف إلى تدني أدائه أو تقصيره في العمل أمر في غاية الأهمية لتعديل ما يجب عمله للارتقاء بأدائه للمستوى المستهدف، وهذا لا يدخل في التعسف والتنمر الوظيفي، بل إنه التغذية الرجعية المناسبة لتحسين الأداء.
ويجب أن ندرك معنى وممارسة كل من التنمر الوظيفي والتعسف الوظيفي حتى لا يستغل الموظف المقصر التنمر والتعسف للدفاع عن نفسه وظلم مديره. عادة التنمر الوظيفي يكون لفظياً يهدف إلى سيطرة المسؤول على الموظف والتقليل من شأنه والتجريح في شخصيته، بينما يكون التعسف الوظيفي في إجحاف الموظف بعمل تفوق قدراته مما يجعله تحت ضغوط كبيرة.
استقصاء حالات التنمر الوظيفي والتحقق منه يحد منه ويخلق بيئة عمل مستقرة ومنتجة، وما قامت به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من متابعة موفقة للتحقق من معطيات القضية المتداولة عن تظلم الشاب السعودي من مديره في إحدى الشركات السعودية في جدة لأمر يستحق الإشادة والإنصاف فيما تقوم به الوزارة من مجهودات تساهم في بيئة عمل مستقرة ومحفزة.
@dr_abdulwahhab