لم تتزحزح المملكة قيد أنملة عن موقفها الثابت والمعلن تجاه قضايا المنطقة ومن أهمها القضية الفلسطينية كنهج ثابت منذ عهد تأسيس المملكة وحتى العهد الميمون الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهو التأكيد على أهمية الوصول إلى حلول للقضية تقوم في أسسها على حقوق الفلسطينيين المضمونة والمشروعة في إقامة دولة مستقلة، وقد دعمت المملكة مختلف الجهود الدولية الرامية إلى الوصول لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، وقد بذلت وما زالت تبذل كل الجهود للوصول إلى تسوية لهذه القضية انتصارا للشعب الفلسطيني الشقيق، والوقوف إلى جانبه في نضاله لاسترداد حقوقه المشروعة من براثن الكيان المحتل.
لقد وقفت المملكة طيلة السنوات المنفرطة لتأييد ومعاضدة شعب فلسطين، وما زالت تقف مع هذا الشعب المنكوب لاسترداد حقوقه، وهي بذلك تنطلق من منطوق معطيات الشرعية الدولية ومنطوق الإرادة العربية الجماعية المؤيدة لتلك الحقوق بحكم أن هذه القضية هي القضية المركزية للأمة العربية، وستظل المملكة عند موقفها الثابت من هذه القضية التي لابد من تسويتها بطريقة عادلة وشاملة ودائمة تضمن لشعب فلسطين حقوقه المشروعة، وتعيد اللاجئين إلى وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة. هذا الوضوح والثبات هو أساس موقف المملكة في مختلف مواقفها ونستشف ذلك من نفي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، وجود أي قنوات تواصل خلفية بين السعودية وإيران، مؤكدا أن الرياض تعلن موقفها في العلن، وهو مطالبة إيران باحترام الأعراف الدولية.
هذا الحديث الذي جاء على هامش مباحثاته مع وزيرة خارجية النرويج، ايني إريكسون، في الرياض، والذي أكد فيه أنه لا توجد قنوات تواصل خلفية مع إيران. موقفنا من إيران واضح جدا. نحن نقوله في العلن. نريد إيران أن تلتزم بالأعراف الدولية والقانون الدولي، ومبدأ احترام سيادة الدول الأخرى، وأن تتوقف عن دعم الإرهاب وتوفير صواريخ باليستية للإرهابيين، وأيضا الالتزام بحسن الجوار في الخليج، لذا على إيران أن تغير سلوكها لو أرادت أن تتعامل بطريقة طبيعية مع العالم. والرسالة التي أرسلناها علنيا وليس عبر قنوات تواصل خلفية هي تغيير السياسة والالتزام بالنظام الدولي، حديث الجبير حول خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، أكد أن السعودية ملتزمة بدعم القرار الفلسطيني؛ لأن الفلسطينيين هم أصحاب الشأن، بالتالي فهو موقف السعودية منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله، بالوضوح والثبات في سياسات المملكة.
[email protected]