الحمد لله سبحانه بأن سخر للمملكة العربية السعودية العديد من الإمكانيات الإيجابية سواء الدينية أم المادية أو المجتمعية وغيرها، مما ساعد على إيجاد النهضة التي حدثت في بلادنا خلال العقود الماضية، والتي قادها لتتحقق على أرض الواقع قيادة حكيمة تجتهد لتطوير البلد وتأسيس بنية تحتية تتطلبها التنمية، سواء الصناعية أو العمرانية أو الاقتصادية في جميع أرجاء وطننا العزيز الذي يسعى جاهدا ليكون ضمن الدول المتقدمة عالميا، وهذا هدف ممكن أن يتحقق بإذن الله.
إن هذه النهضة التي تبنى في الوطن هدفها الأساسي هو «ارتياح المواطن» الذي يعتبر محور تنمية الوطن... لذا يتوجب أن تكون جميع خططنا تنطلق من هذا العنصر الأساسي الجميل، وبالتالي مطلوب منا أن نسأل كيف نحقق ارتياح المواطن في جميع مناطق المملكة وعلى مختلف المستويات سواء الأطفال أو الشباب أو الكهول (ذكورا وإناثا)، وكذلك لطبقات المجتمع المختلفة سواء الموظف أو رجل الأعمال أو المتقاعد أو الباحث عن عمل، لكي تكون الراحة والرفاهية عامة دون تمييز سواء في المنطقة أو العمر أو المستوى المادي.... وبذلك نكون حققنا هدفنا الأساسي من تطوير بلادنا الذي ركيزته هو المواطن ثم المواطن ثم المواطن، لأن أي بلد لا يتطور بيد أبنائه وبرؤوس أموال محلية لا يعتبر تأسيسه مستقرا ومضمونا لسنوات مستقبلية قادمة، ولقد شاهدنا كيف انتهى الأمر سلبيا في الدول التي اعتمدت على غير أبنائها في التنمية وكانت مشاريعها ممولة من مؤسسات مالية أجنبية... لأن مثل هذه الدول أصبحت رهينة لأيدي عاملة أجنبية أو تحت سيطرة بنوك أجنبية تبنز مقدراتها المالية وتتحكم بالقرارات الإستراتيجية للاقتصاد الوطني.
إن البرنامج الوطني الإيجابي للتنمية الذي تهدف حكومتنا الرشيدة لتحقيقه أمر نفتخر به حيث يعتبر شيئا هاما لمستقبل بلادنا الغالية، ونأمل أن يزداد التركيز فيه على عناصر راحة المواطن، والتي في الأساس تتمحور على عناصر جوهرية تنحصر أساسا في توفر «الأمن والتعليم والوظيفة والخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية»، حيث تعتبر هذه المتطلبات الخمسة هي العناصر التي تقوم عليه الدول المتقدمة في رعاية شعوبها، وبالتالي تتحقق التنمية المنشودة في الدولة.... وإلى الأمام يا بلادي.
[email protected]