جميع العوامل السابقة كان ممكنا أن تحقق نجاحات أكثر وكان ممكنا أن نشاهد أرقاما مذهلة، وقد تبلغ عشرة أضعاف الأرقام التي تحققت، ولكن للأسف الشديد ما زالت هيئة الطيران المدني تقف عاجزة عن إيقاف جشع الخطوط الجوية الناقلة داخل المملكة، فأسعار التذاكر المبالغ فيها كانت سببا في إعاقة تفعيل السياحة الداخلية، وحتى السياح القادمون من الخارج إذا أراد أحدهم السفر داخل المملكة فقد تكون قيمة التذكرة الداخلية تعادل قيمة التذكرة الخارجية، فالسياحة الخارجية ليس هدفها أن يصل السائح إلى الرياض فقط بل نريده أن يذهب إلى أبها أو القريات أو أي منطقة أخرى، حتى يشاهد التنوع الطبيعي والثقافي لبلادنا، وحتى تنتشر ثقافة السياحة في المجتمع السعودي، سوف أذكر مثالا بسيطا ثمن التذكرة درجة الضيافة من القريات للرياض ذهابا وإيابا 891 ريالا، بينما ثمن التذكرة من مطار كوالالمبور في ماليزيا إلى مطار لانكاوي ٢٢٣ ريالا مع العلم بأن زمن الطيران هو نفسه، هذا يعني أن ثمن تذكرة الرياض القريات يمكن السائح من السفر من مطار كوالالمبور إلى لانكاوي، والإقامة لمدة ٤ أيام، لذا هل عرفتم سر ازدهار السياحة في ماليزيا، ولا أعلم هل وقود طائرات ماليزيا يختلف عن وقود طائرتنا!!
أمر آخر هل تعلمون أن ثمن التذكرة من القريات الرياض القاهرة ثم العودة للقريات يبلغ 1284 ريالا، بينما من القريات للرياض 891 ريالا.
للأسف الشديد، ما زالت هيئة الطيران المدني تغرد خارج السرب لدعم السياحة بالمملكة. لذا أقترح على صندوق الاستثمار السعودي إنشاء شركات سياحية يوجد ضمن أعمالها توفير طيران داخلي وخارجي، وكذلك بناء فنادق ومنتجعات سياحية داخل المملكة، فهذا سيوفر دخلا جيدا لصندوق الاستثمار السعودي، وكذلك سيساهم في تحريك السياحة السعودية، حيث تتوفر في بلادنا جميع العوامل الطبيعية والتراثية التي تساهم في جذب سياحي منقطع النظير لبلادنا.
khalidjaza@