وقال الخبير والمهتم بالشأن الثقافي والتراثي في محافظة وادي الدواسر مبارك الدوسري: قرية «الفاو» الأثرية من المواقع التاريخية الجاذبة للسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار في المملكة؛ لما تتميّز به من تلال أثرية ومجسّمات ومقابر متنوعة في أشكالها، وكتابات ونقوش وقطع أثرية، إضافة إلى موقعها الذي يُعتبر حلقة وصل ومنطقة عبور للقوافل التجارية من الجزيرة العربية إلى بلاد الرافدين، وبلاد الشام؛ كونها تقع في جنوب المملكة، وتحديدًا على أطراف الربع الخالي، مبتعدة 700 كيلو إلى الجنوب الغربي من العاصمة الرياض، و100 كيلو متر إلى الجنوب الغربي من محافظة السليل، و150 كيلو مترًا إلى الجنوب الشرقي من وادي الدواسر، و280 كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من مدينة نجران، وتميّزها كموقع جعلها محطة اقتصادية وتجارية وثقافية.
» قرية جاذبة
وأضاف: يُنتظر أن تتحوّل القرية إلى مكان جاذب للسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار في المملكة، بعد أن بدأت جامعة الملك سعود مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم التي وقّعت بين الجامعة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في إطار اهتمام الهيئة بالآثار وتنميتها وترويجها والمحافظة عليها وإتاحتها للزوار.
» موقع أثري
وأشار الدوسري إلى أنه بدأ الاهتمام بالقرية بوصفها موقعًا أثريًا في الأربعينيات، حينما أشار إليها بعض موظفي شركة أرامكو، ثم في عام 1952 قام بزيارتها كل من جون فيلبي وجاك ريكمانز وكونزاك ريكمانز وفيليب ليبنز، وفي عام 1969 زارها ألبرت جام موفدًا من قِبَل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف آنذاك، حيث قام بدراسة مجموعة من كتاباتها المنتشرة على سفح جبل طويق المطل على القرية من ناحية الشرق، وفي عام 1967 قام فريق بحثي من جامعة الملك سعود ممثلًا في جمعية التاريخ والآثار بقسم التاريخ بزيارة القرية لدراسة الموقع عمليًا وتحديد المنطقة الثرية، ثم بدأت أعمال التنقيب في موقع القرية منذ عام 1972 لثلاثة مواسم، وبعد إنشاء قسم الآثار والمتاحف في الجامعة عام 1978 انتقل نشاط التنقيب إليه، واستمر إلى عام 2002، في حين كانت عمليات التنقيب في القرية منذ بدايتها حتى 1995 تحت رئاسة د. عبدالرحمن الطيب الأنصاري.