في ستينيات القرن العشرين، والتي قادها الكومبيوتر عرفت تلك الفترة بالثورة الرقمية. جاءت بعدها الثورة الصناعية الرابعة، والتي أعلن رسميا عن انطلاقها في منتدى دافوس العالمي في 2015 والتي قادت العديد من المتغيرات الاقتصادية في العالم، حيث يقود هذه الثورة الاقتصادية عدد من المحركات الرئيسية ويأتي أبرزها الذكاء الصناعي، الروبوتات، السيارات ذاتية القيادة، البيانات العملاقة، البيوتكنولوجي، تخزين الطاقة وغيرها الكثير. وعلى الرغم من أن بعض هذه القوى المحركة ما زال لم يصل بعد لمرحلة التطور النهائي، واكتمال كافة أبعاده النهائية في المملكة العربية السعودية، إلا أن العديد من المؤشرات تشير إلى دمج هذه التقنيات في العديد من المجالات الصناعية والتكنولوجية والرقمية لما تحمله هذه الثورة الصناعية من تقنيات تفوق التأثيرات الناجمة عن الثورات الصناعية الثلاث التي سبقتها، والتي تتفوق عليها بالسرعة والتأثير المُمتد فحجم تأثير الثورة الصناعية الرابعة يشمل كافة مجالات الحياة وهو متسع وعميق، سواء على المجتمعات أو الأفراد وكذلك الأعمال والحكومات، فهي لا تغير فقط من آلية عمل الأشياء، وإنما تلقي بظلالها على النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك إذا علمنا جيداً أنه بعد خمس سنوات من الآن سيتولى (الروبوت) نحو نصف ما يقوم به العاملون من البشر، وسيفقد العديد من العاملين وظائفهم، إلا أنه وعلى الرغم من هذه السلبيات التي لا تكاد تُذكر ستُساهم الثورة الصناعية الرابعة بتقنياتها في تحقيق معدلات عالية من التنمية الاقتصادية وتأمين وسائل وخدمات نقل واتصال تجمع بين الكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة.
إلا أن هناك العديد من التحديات لدينا التي تواجهنا في استخدام كافة مجالات الثورة الصناعية الرابعة منها ضرورة إعداد هيكلة اقتصادية شاملة تكاملية تتناسب وهذه الثورة الاقتصادية، إضافة إلى المقدرة على تحمل نتائج تغير القيم الثقافية والاجتماعية بما يتواءم مع المضمون الجديد.
كما أن فهم التطورات والتحديات التي تطرحها الثورة الصناعية تتطلب تكاتف الجميع سواءً أكانت حكومات أو أفرادا أو مؤسسات، بحيث يمكننا فهم هذه التقنيات والتحديات الناجمة عنها.
وبالحديث عن الثورة الصناعية الرابعة نجد أن المملكة العربية السعودية انخرطت في شبكة الثورة الصناعية الرابعة العالمية، مع بلدان مثل الهند والصين واليابان، وكذلك التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات العالمية والشركات الخاصة، في إطار الجهود الرامية إلى تطوير حلول فعالة لتحديات القطاعات الحيوية، وإعداد الكفاءات، ورفع مستوى القدرات، وبناء مواهب متقدمة في المجالات ذات العلاقة بالثورة الصناعية الرابعة.
@HindAlahmed