ورغم هذا إلا أنني أتفهم أن هاتين الجهتين كمرجعيات حكومية ملزمة نظامًا باتخاذ وسائط الحضور بالصفة الرسمية المعتادة، يعني «بالبشت والغترة والعقال»، بمعنى أنها لا تستطيع أن تتحلل من وقارها الرسمي لتخوض في كل ما يتداوله الناس في يومياتهم إلا حينما تُسأل، لتصرّح بموقفها بخطاب رسمي (برقم وتاريخ)، أو تجيب عن الاستفسارات عبر موقعها، وبذات الطريقة وإن كانتْ أقلّ رسمية، لذلك فإنني أريد أن أقترح أن تستقطب هيئة الأرصاد كل المهتمين والناشطين في مجال قراءة الطقس والتوقعات كمتطوعين، بحيث تكون هي كمظلة رسمية لهم، فيما هم يشكلون لسانًا إضافيًا لها، ولكن ليس لسانها الرسمي، بحيث تستفيد هي من حضورهم على ساحات التواصل، ويستفيدون هم منها بإعطائهم الصبغة الرسمية، ويمكنهم معًا الاتفاق على الآلية التي تتحقق بها المصلحة العامة. والحال ذاته فيما يتصل بهيئة الغذاء والدواء، والتي يمكن أن تسهم في فتح المجال للناشطين والمهتمين من خارجها للاستفادة من إمكانياتها، وبذات الوقت ترويج المعلومات الصحيحة، ومدّ جسور التواصل مع كافة فئات المجتمع بشكل يضمن وصول المعلومة الصحيحة للجميع، ويحرر صوتها نوعًا ما من قيود الرسمية، وتستطيع هذه الجهات وغيرها من المؤسسات والهيئات الخدمية الحكومية، وعبر فتح باب التطوع تسخير تلك الإمكانات الفردية المبعثرة لصالحها، وضبطها بنفس الوقت، والتأكد من أنها تكمّل بعضها، خدمة للصالح العام.
[email protected]