ويعتبر النظام الصحي السعودي الأول عربيا وبمرتبة متقدمة عالميا، وتجربته في التعامل مع الأزمات الصحية تستحق الإشادة والاستفادة. ففي تجربة كورونا 2015م (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) اتخذت السعودية إجراءات وقائية وعلاجية متقدمة، منها على سبيل المثال بخلاف الوقاية من الإصابة، تأمين العلاج للمرضى مع تأمين غرف العزل المتتالية بنظام ضغط الهواء السلبي للتحكم في انتشار الفيروس، بما في ذلك منع الزيارات للمرضى، وتحديد المتعاملين مع المصابين من الكادر الصحي عبر التأكد من هوياتهم وفحصهم المستمر، وتأمين المعدات والملابس اللازمة لهم للحماية من العدوى.
وحتى الآن لا يوجد لقاح أو علاج مخصص للفيروس، وتظل الوقاية من الإصابة هي التعامل الأمثل للمشكلة. من ذلك تعزير الصحة بالوعي والتثقيف، ومراقبة المنافذ الحدودية، وتقنين عدد الوافدين للعمرة، وتقليص التأشيرات لدخول المملكة، وتجهيز مرافقها الصحية لاستقبال الحالات حال الاشتباه بالإصابة أو اكتشاف الحالات، وكذلك الحجر الطبي للقادمين من دول تفشى فيها المرض.
كانت تلك الاستعدادات وفق إستراتيجية حشدت فيها الطاقات والجهود؛ لاحتواء الأزمة والحد من أخطارها، تعرفنا عليها في زيارتنا للمركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية والنقل الإسعافي بوزارة الصحة.
يعنى هذا المركز الذي يعمل على مدار الساعة بالاستجابة والتحضير لجميع الطوارئ والكوارث التي تمس العنصر البشري، ويندرج تحته 20 مركزا في جميع المناطق الصحية.
نعيش آمنين مطمئنين في وطننا، مهما كانت الأزمات والكوارث المتوقعة، بتضافر الجهود في أجهزة الدولة، والكثير لا يعلم ماذا يعملون، لكن جميعنا نلامس جهودهم في الواقع بشفافيتهم في التعامل مع الأزمة والتجاوب مع جميع تساؤلاتنا.
حفظ الله وطننا وأدام علينا أمنه وأمانه.
@DrLalibrahim