مبدئيا، من الناحية الإنسانية، نحن نتمنى لكل مصاب بوباء كورونا المستجد الشفاء العاجل، سواء أكان من أهلنا وشعبنا أو من دول وشعوب أخرى أبتليت بهذا الوباء بمن فيهم الشعب الإيراني. إذا اتفقنا على ذلك فإننا يجب أن نتفق، أيضا، على أن من يكسر قوانين الدولة ينطبق عليه العقاب الذي يستحقه. ومن باب الأمانة والمسؤولية الوطنية فإننا - قريبين أو بعيدين من هذا الشخص- يجب علينا أن نطالب بمعاقبته أشد العقاب، كون ضرر هذه المخالفة، كما في حالة مواطن الكورونا السعودي، هو ضرر يقع علينا جميعا وليس عليه وحده. هذا الشخص سافر إلى إيران وقانون دولته يمنع السفر إليها باعتبارها دولة معادية. وبعد عودته، عن طريق محطة خارجية، أخفى سفره إلى هناك واستهتر بروحه وأرواح الآخرين المخالطين له من أقاربه وأصدقائه وزملائه.
وبالتالي فإن ما فعله، دون لف أو دوران، هو خيانة لدولته ومجتمعه لا بد أن تخضع للمحاكمة والمحاسبة بعيدا عن العواطف والفزعات على أساس مذهبي أو مناطقي. نحن الآن، نتيجة ما ارتكبه ونتيجة استهتاره بالقانون، نترقب، لا سمح الله، ظهور حالات جديدة مصابة بهذا الداء هو من نقله إليها. ولا أظن أن هناك عاقلا، حتى من أفراد أسرته المباشرة، يقبل أن يمرض ويموت لأن شخصا منها ارتكب خطيئة الخيانة ثم ارتكب خطيئة نشر سلاح قاتل، دون أن يتردد أو يفكر للحظة بأن يعترف في منفذ الدخول بأنه قادم من منطقة موبوءة في إيران وأنه يسلم نفسه للفحص والحجر أو العزل.
العاطفة الشخصية غالبا، إن لم يكن دائما، مدمرة إذا تعلقت بمصائر الدول والشعوب والجماعات ولم تخضع لحسابات دقيقة وعاقلة. وهذا الشخص ساقته عاطفته الشخصية الدينية إلى منطقة موبوءة وقاتلة ليتحول بنفسه إلى موبوء وقاتل، ثم، أيضا من باب العاطفة الشخصية، وجد من يلتمس له الأعذار ويبرر فعلته ويسفه من يطالب بمعاقبته. العدل والعقل يجب أن يكونا سيديّ الموقف في هذا الأمر انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه أمننا وسلامتنا الاجتماعية والوطنية وليس من أي شيء آخر.
ma_alosaimi@