لا يخفى على المتابع والمهتم الدور، الذي يلعبه معهد الإدارة العامة في مختلف مجالات التنمية عبر ما يقدمه من برامج تدريبية للموارد البشرية، وإسهاماته المؤثرة في تنمية وتطوير القيادات الإدارية العليا في الأجهزة الحكومية، إضافة إلى قيامه بإعداد كفاءات وطنية من خريجي الجامعات والمدارس الثانوية. كذلك تميزه في تقديم الاستشارات التنظيمية والإجرائية وفق منهجيات علمية حديثة في الإدارة وبجودة عالية؛ أسهمت في وضع العديد من الترتيبات التنظيمية الحديثة لقطاعات الدولة الإدارية والاقتصادية والمالية والتعليمية والبلدية والإدارة المحلية والقضائية والعدلية وغيرها. إضافة إلى البحوث والدراسات القيمة، التي يكمل بها دوره الريادي في التطوير والتنمية باعتباره الجهاز المسؤول عن أمانة اللجنة الوزارية السابقة للتنظيم الإداري والمعني بالإصلاح الإداري في المملكة.
ويلعب المعهد دوراً مهماً في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 عبر إستراتيجيته، التي اشتملت على مجموعة من الأهداف الرئيسة تعمل على تعزيز دوره كبيت خبرة متميز لدعم التغيير والتطوير الإداري المؤسسي في المملكة عبر موارد بشرية مؤهلة تعمل على زيادة تفاعل المعهد وتأثيره المجتمعي، والارتقاء بخدماته.. كل ذلك لضمان تحقيق مبادراته ومشاريعه التنموية؛ تحقيقاً لرؤيته الطموحة بأن يكون رائداً وشريكاً متميزاً في التنمية الإدارية.
إن هذا المعهد، الذي أصبح علامة فارقة في البلد، بل وعلى المستوى القاري والدولي لجدير بأن نحافظ على مكتسباته ونضعه في المكان، الذي يليق به لكي يتم تعزيز الاستفادة من الخدمات، التي يقدمها، وسيتحقق ذلك إذا أصبح المعهد ذراعاً لمجلس الشؤون الاقتصادية يتولى تنفيذ القرارات الصادرة من المجلس في إطار التنمية الإدارية وسيجد المعهد الدعم الكامل لتحقيق أهدافه وتعظيمها إذا تشرفت رئاسة مجلس إدارته بعراب الرؤية وملهمها الأول سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله ورعاه-.
إن معهد الإدارة يستحق هذه المكانة عطفاً على الخدمات المتميزة، الذي ظل يقدمها لمختلف الوزارات والأجهزة التابعة لها طوال أكثر من 60 عاماً، واكتسب من خلالها سمعة كبيرة جعلته الجهة الأولى للتنمية الإدارية في المملكة، وتبعاً لذلك أرى أن المسمى الحالي له لا يعبر عن الخدمات التطويرية، التي يقدمها واقترح أن يغير اسمه إلى (المرجع الوطني لتطوير الموارد البشرية والتنمية الإدارية)، وأن تفتتح له فروع في كل مناطق المملكة.
إنني وأنا أقدم هذا الرأي لأدرك مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة بكل ما يسهم في النهضة الشاملة، التي تعيشها بلادنا.. وتملأ أذني مقولة قائد هذه البلاد سلمان الحزم والعزم: أبوابنا مفتوحة وآذاننا صاغية.. وأقول: هذا هو عهدنا بكم سيدي.
[email protected]