المملكة العربية السعودية يوجد بها مناطق من أجمل المناطق في العالم، ويمكن لأي زائر للسعودية أن يجد جميع البيئات التي يبحث عنها والموجودة كلها داخل السعودية، وهناك تنوع كبير في جميع مناطق المملكة من مناظر طبيعية خلابة وكائنات حية، بعضها لا يوجد إلا في السعودية، وهناك جامعات ومراكز أبحاث علمية متخصصة في النباتات والعلوم تأتي إلى السعودية لدراسة مئات الأنواع من النباتات النادرة والطيور النادرة، ودراسة البيئة الصحراوية السعودية، ورغم هذا الجمال والطبيعة الساحرة التي لن تجدها إلا في السعودية مازالت الثقافة البيئية عند المواطن السعودي بحاجة إلى توعية وتثقيف حقيقي بأهمية الحفاظ على البيئة، وضرورة تغيير سلوك الناس التي تقوم بقطع الأشجار والنباتات والتوقف عن الصيد الجائر لأن ذلك يضر بالبيئة ويؤدي إلى التصحر.
في الغرب هناك اهتمام في التعليم والإعلام بأهمية الحفاظ على البيئة، وهناك مشاركة مجتمعية من خلال منظمات المجتمع المدني للحفاظ على البيئة، وهناك جماعات شبابية تتصدى لأي محاولة لإحداث اختلال في التنوع البيولوجي والبيئي، بل إن بعض هذه الجماعات تتصدى لدولها وحكوماتها إذا أرادت قطع الأشجار لإقامة مشروعات أو القيام بالحفر لوضع أنابيب غاز أو وصلات المياه، حتى لا يتم قطع نباتات وأشجار يمكن أن تختفي من البيئة، أما في السعودية فللأسف هناك سلوكيات كثيرة تضر بالبيئة ونشاهدها دائما ولا نتصدى لها، وأصبح ذلك شيئا عاديا عندما نرى أشخاصا يقومون بقطع الأشجار أو الرعي الجائر أو رمي النفايات وغيرها من السلوكيات السيئة التي تهدد الطبيعة في السعودية.
المملكة العربية السعودية يوجد بها ٥٠٠ نوع من الطيور منها ٢٧٧ من الطيور المهاجرة، وهذا النوع يتعرض إلى مذابح سنوية بالإضافة إلى ٢٣٣ نوعا مستوطنة ويوجد ١٩ نوعا من الطيور النادرة التي لا توجد إلا في الجزيرة العربية، لكن للأسف لا يوجد منه إلا ١٠٠ زوج متكاثر في عسير.
عزيزي القارئ سوف تصاب بالصدمة عندما تعرف أنه يتم صيد ١٢ مليون طائر سنويا بالسعودية بشكل عشوائي، وأيضا تتعرض الحيوانات والأسماك إلى الصيد الجائر العشوائي، وأصبحت أنواع كثيرة من الحيوانات والأسماك مهددة بالانقراض ولا ننسى تلوث البيئة في السعودية برا وبحرا وجوا، بسبب سلوكيات الإنسان الذي أصبح يعتبر أن الطبيعة يمكن انتهاكها وتلوثيها بدون أدنى مشكلة، لكنه لا يعرف أن هذه الطبيعة تثور علينا الآن والإنسان سوف يدفع ثمن هذه السلوكيات السيئة آجلا أم عاجلا إذا قررت الطبيعة الانتقام.
الدولة عليها مسؤولية كبيرة ولا بد من تكاتف كافة المؤسسات ولا بد أن تشمل مناهج التعليم في مدارسنا محتوى لتعليم الأجيال، وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة حتى لا تصبح بلادنا صحراء جرداء.. وأخيرا رسالتي إلى الجميع أنقذوا الطبيعة.