لم تبلغ المرأة السعودية من قبل ما بلغته في الآونة الأخيرة من تمركز حول هالة من الإنجازات ووفرة من العطاء وقدرة على إثبات المهارات الكامنة التي كانت بداخلها مرورا بالدعم السخي من ولاة الأمر -حفظهم الله- سواء كان معنويا أو ماديا، كما أني أعتقد وأكاد أجزم أن 8 مارس لهذا العام يبدو مختلفا من حيث العدد الهائل من النساء اللاتي يستحققن أن يشار لهن بالبنان وأن تُذكر أسماؤهن في هذا اليوم وتؤرخ مسيرتهن التي قد تكون مصدر إلهام لفتيات مقبلات على عالم من البصمات الخالدة، إذ أن ذلك ينمي في دواخلهن الحافز القوي الذي إن استطعن توجيهه إلى المسار الصحيح سينتهي بهن المطاف بأن يصبحن من إحدى المكرمات في أحد الأعوام القادمة التي ستحمل بكل تأكيد في طياتها هذا اليوم الذي لا نحتكر تقديرهن فيه دون غيره ولكن نلتفت لهن باهتمام أكثر.
بما أن لدى كل منا طاقة كامنة قد تكون نائمة لدى البعض ومهدرة لدى الآخر وناطقة ومتفجرة لدى من أحسن استخدامها سواء أكان ذلك بمساعدة محيطه أو برغبة جامحة منه أن لا يكون (صفرا) في عالم يكتظ بالأرقام، وبما أننا نتحدث عن النساء على وجه الخصوص يبقى السؤال:هل تعلم كل أم كيف تستطيع أن تجعل من ابنتها طاقة منتجة واسما يُحفر في جدار الذاكرة؟ وكيف تقتنص كل فتاة الفرصة المتاحة لها بأن تكون اسما لا يسقط من ذاكرة التاريخ كلما عاد هذا اليوم لتصطف فيه حسناوات الإبداع وملهمات الأجيال؟. ومن هنا تبدأ خطوة الألف ميل لمن حدد هدفه واستثمر طاقته بالشكل الذي يتواكب مع قدراته ومع المعطيات المحيطة له تلك التي إن طوعها لتخدم حلمه وقادها لتنير له الدرب قد تنقله للألف ميل بخطوة واحدة، وإن انتظرها وهو مكتوف الأيدي حتى تتلاءم معه قد يبقى في مربع الخطوة الأولى لعدة سنين.
إن الحاجة لتقدير الذات الذي ينبع من الثقة الكبيرة فيها والمستمدة من تعامل المحيطين بها أمر في غاية الأهمية، وهذا ما قد يوصلنا إلى الغوص في أعماقها واستخراج اللآلئ التي لا تقدر بثمن ومن هنا تبدأ رحلة إثبات الوجود، فعندما يكون التعامل بين الأم وابنتها مبنيا على هذا الأساس يكون الناتج بالمحصلة شخصية واعية واثقة ومدركة بأنها قادرة على الإنتاج والمشاركة في بناء مجتمع وترك بصمة واضحة في وقت تتشارك فيه المرأة السعودية مع نظيراتها من نساء العالم في الكفاءة والحضور الدولي وقد تتفوق في بعض المجالات، فقد أصبح المجتمع الدولي يستعين بخبرات المرأة السعودية ويُفعل دورها المحوري في العديد من القضايا الهامة، وهذا ما يجعلنا نتطلع إلى عهد جديد من النساء المتميزات القادمات واللاتي هن الآن في طور التهيئة ليخلقن لذاتهن مساحة جديدة تتناسب مع اسم المرأة السعودية الذي بدأ يتصدر القائمة.
11Labanda@