لا تستطيع التنبؤ بانفعالاته، لأنه بين أهازيج الفرح، وغضب الفرص الضائعة، مشاعره مرهونة بأقدام اللاعبين، قد يكون الفريق محترفا، ولعب جيدا، ولكن لم يحالفه الحظ.
(2)
الجمهور تحركه العاطفة، تحدد الكرة انفعالاته، عاطفي بشكل كبير، يتفاعل سلبا وإيجابا مع كرة ترتطم بالعارضة، تحركه تصريحات المحللين، سلم عقله لتلك العنصرية التي شكلته، وتحكمت بمزاجه العام، ولا يخلو من شحن عاطفي وتحريض، من محلل أو إداري أو رئيس لفريقه أو ناديه، حتى خاصم وجاهر بالخصومة، وربما لم ينم تلك الليلة.
(3)
بعض الجماهير المتعصبة، تتصور أنها دائما على حق، وأن الآخرين على باطل، وتظهر هذا الشعور على شكل مواقف وممارسات متزمتة، كاحتقار الآخرين، والكراهية العمياء للفريق المنافس، وتمني الضرر لكل ما يتعلق بالنادي الخصم، فالإنسان المتعصب يغفل عن الحقائق، وربما يتجاهلها، وقد يتنازل عن كثير من مبادئه وواجباته في سبيل ناديه.
(4)
لماذا كل هذا الاحتقان والعنصرية؟
أليست الرياضة متعة وهواية جميلة، إضافة إلى انعكاسها على الصحة والروح قبل الجسد، إذا لماذا تجعلها سببا في تعاستك؟ وربما تصيبك أيضا، بأمراض لا تحمد عقبها، وقد سمعنا وشاهدنا في المدرجات الرياضية، ممن تعرض لإصابات قلبية وجلطات دماغية، وارتفاع بضغط الدم، وعلى أثرها أخذ الله روحه.
(5)
شاهدت قبل يومين، مباراة لكرة القدم في الدوري الألماني، بين بايرن ميونخ وهوفنهايم البافاري، المباراة حملت في طياتها رسائل توعوية جميلة من اللاعبين، تقول: لا للتعصب وكل من ينادي بالعنصرية، ذلك بعدما رفعت بعض الجماهير، لافتة مسيئة لمالك نادي هوفنهايم السيد دييتمار هوب، وبعد عودة اللاعبين للشوط الثاني، اكتفى لاعبو الفريقين بتناقل الكرة بين أقدامهم في وسط الملعب، حتى صافرة النهاية.
(6)
شجع ناديك وفريقك ولعبتك المفضلة، افرح معهم ابتهج، ولكن ابتعد عن التعصب، لأنه في لحظة غضب، قد تصبح جاهلا ومتوحشا، لا تعي أفعالك وأقولك.
لذا كل موجة غضب حصلت لك، يفترض أخطاؤها هذبت روحك، وتنفست منها التعقل والرشد وكظم الغيظ، وإن لم تهذبك فأنت كائن متوحش.
@kha9966