رواد الأعمال عملوا وكافحوا وقبلوا المغامرة وخسروا في بداية حياتهم وقبلوا الانتكاسة ليتعلموا منها كيف يعودون أقوياء أكثر مما كانوا عليه. حبهم للمغامرة وتقبلهم للمخاطرة وتفويضهم القرار لمن تحتهم صفات من الصفات التي تميز رواد الأعمال الناجحين عن غيرهم، خاصة أنهم تركوا وراءهم جيلا يشترك معهم في صفات ريادية إيجابية ساعدت على استمرارية شركاتهم، وستستمر بإذن الله مادامت الروح الريادية تدفعهم لذلك.
الحياة كفاح مستمر لا يتوقف عند تحقيق هدف معين، بل يستمر رواد الأعمال في الرقي بأدائهم لتحقيق أهداف أعلى بما يتصفون به من روح إبداعية عملية مغامرة. وهنا نرى أهمية التطوير الذاتي لرواد الأعمال عندما يبحثون عن فرص أكثر، ويسعون دائماً لتطوير قدرات شركاتهم ومهاراتهم الذاتية لاستثمار هذه الفرص التي قد تفوت عليهم إن لم يستغلوها في الوقت المناسب بالقدرات البشرية والمالية والتقنية المناسبة.
جيل العصاميين مدرسة تتعلم منها الأجيال الحالية والمستقبلية ما يجعل الكتابة عن حياتهم وكفاحهم وصعودهم وهبوطهم وربحهم وخسارتهم حالات تدرس في الجامعات السعودية ليستفيد منها الطلاب الذين ينوون الانخراط في الأعمال الريادية بعد تخرجهم، خاصة عندما تتوفر فيهم صفات الرياديين مثل حب وقبول المخاطرة والإبداع والانفتاح على المشاركة في صنع القرار من قبل الهيئة الإدارية وعدم الاستحواذ على صنع القرار. ومن المفيد لنا تضمين مناهجنا الدراسية حياة العصاميين الذين نشهد اليوم دورهم في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية، بحيث تتعلم الأجيال الحالية والقادمة من تجارب من سبقهم من العصاميين ليضيفوا المزيد من المعرفة التي تزيد من القيمة المضافة لمنتجاتهم عندما يصبحون أصحاب أعمال ريادية.
@dr_abdulwahhab