وقالت الأكاديمية والمستشارة في قطاع الآثار والمتاحف د. دليل القحطاني: لم تكن العناية بالآثار وليدة اللحظة في المملكة، بل منذ وقتٍ مبكّر في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز «يرحمه الله» واستمرت حتى يومنا هذا، حيث تبنّت «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني» سابقًا، العناية بآثار المملكة وتطويرها، وإحداث تغيير نوعي لها بوضعها ضمن التراث الوطني الذي يشمل الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحِرَف اليدوية والمواقع الأثرية، وتحققت بهذا الاهتمام والتطوير إنجازات كبيرة في النهوض بآثار وتراث المملكة نفتخر بها.
» أول المحطات
وأوضحت أن معرض روائع آثار المملكة كان بمقترح من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للملك عبدالله بن عبدالعزيز «يرحمه الله»، خلال افتتاح معرض «روائع من الفنون الإسلامية» الذي نظمته «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني» في المتحف الوطني بالرياض في شهر مارس عام 2006، حيث اقترح الرئيس شيراك إقامة معرض لروائع آثار المملكة في متحف اللوفر الفرنسي، وتم قبول المقترح، وصدر التوجيه الكريم بتفعيل المقترح، وكان «اللوفر» أول محطات هذا المعرض القيّم عام 2010، بعدها بدأت سلسلة رحلاته إلى أرقى المتاحف العالمية، وتسابقت الكثير من دول العالم على طلب استضافته.
» 460 قطعة
وأشارت إلى أن المعرض يضم أكثر من 460 قطعة أثرية نادرة، عبارة عن أدوات للحياة اليومية، وأدوات صيد وأسلحة ومجوهرات وأوانٍ مصنوعة من المعادن الثمينة والزجاج والأحجار، ومنحوتات ولوحات جدارية، وكل هذه القطع تُعدّ شواهد كبيرة على عُمق حضارة المملكة وتاريخها الأصيل، ويرجع تاريخ هذه القطع إلى أكثر من مليون سنة قبل الميلاد، وإلى الحضارات المختلفة التي شهدتها الجزيرة العربية على مر العصور، وهي قطع أصلية جمعت من مناطق المملكة، وتم العثور عليها من خلال بعثات التنقيب والبحث الميداني الأثري المشترك، بإشراف علماء الآثار السعوديين وعدد من البعثات الدولية التي بلغت 34 بعثة من 11 دولة.
» حقب زمنية
وقالت القحطاني: تبدأ الحقب الزمنية للمعروضات من العصر الحجري القديم «مليون سنة قبل الميلاد»، وحتى العصر الحديث في المملكة، مرورًا بالعصور الحجرية، ثم بفترة العبيد «الألف السابع قبل الميلاد»، ففترة الممالك العربية المبكرة «الألف الخامس قبل الميلاد»، ثم الممالك العربية المتأخرة «الألف الأول قبل الميلاد»، ففترة العهد النبوي، ثم فترة الدولتين الأموية والعباسية، ومن ثم العصر العثماني، إلى فترة توحيد المملكة، وإبراز دور حكومة المملكة في تطوير الخدمات للحرمين الشريفين.