ونظرا لعدم الوعي الكافي لدى بعض الناس، فإن من حاول في بداية الأمر اختراق هذا الإجراء دون وعي منه بما وجهت به الجهات المختصة حفاظا على أرواح الناس وصحتهم، أظهر بعدا اجتماعيا كبيرا للجهات الأمنية التي ظلت عينا ساهرة لحماية هذه الفترة المستجدة، فضلا عن بطولاتها واستبسالها في كل ما طلب منها.
» سد ثغرات
«اليوم» سجلت جولة خاصة مع رجال الأمن بمحافظة القطيف، وتعرفت على عملهم والعناء الذي يواجهونه في هذه الفترة، والخطر الذي قد يحدق بهم جراء «فيروس كورونا»، لكن رغم ذلك فهم يقفون درعا واقية للمواطنين طول الوقت وعلى مدار الـ24 ساعة لا يكلون ولا يملون، وأكدوا أن لا شيء ينقصهم إلا الوعي من قبل الجمهور من المواطنين والمقيمين في تقبل هذا الأمر.
وتنقلت «اليوم» في جولتها مع رجال الأمن وشرطة محافظة القطيف، ووثقت عددا من مخارج ومداخل المحافظة، وكيف يتعامل رجال الأمن مع القادم إليهم، سواء أكان خارجا أو داخلا إلى محافظة القطيف، التي أعلن سابقا أنها ستكون في حجر صحي مؤقت بدءا من الأحد 13 رجب 1441 هـ الموافق 8 مارس 2020م، ومن وقتها أحكمت القوات الأمنية سيطرتها على مداخل ومخارج المحافظة، بما في ذلك ما أحدثه البعض من مخارج غير رسمية، فوضع المسؤولون أيديهم على كل مدخل ومخرج بعدها، فوضعت الصبات الخرسانية، والتلال الرملية على مواقع عديدة أحدثها بعض الراغبين في مخالفة النظام وكسر أوامر الحجر الصحي.
» عناء البدايات
وعلمت «اليوم» أن رجال الأمن واجهوا خلال أول يومين من بدء الحجر العديد من العناء؛ نتيجة لإحداث مخارج جديدة عن طريق المزارع المنتشرة في المحافظة، والتي استطاع المسؤولون السيطرة على ذلك والتغلب عليه بوضع الخرسانات الأسمنتية مجددا؛ لمنع الخروج بطرق غير نظامية، كما عانى رجال الأمن من كثرة المواطنين الذين يأتون يطلبون الخروج من المحافظة ويقابلهم المسؤولون بشرح الوضع الراهن، وضرورة الحجر الصحي لسلامة الجميع، سواء في داخل محافظة القطيف أو خارجها.
» حوادث متفاوتة
ووثقت «اليوم» المعاناة المتكررة لرجال الأمن جراء محاولة البعض اختراق الحجر الصحي بالتسلل من منافذ مصطنعة، وأكد رجال الأمن أن ذلك يحدث نتيجة عدم الوعي ومعرفة ثقافة وأهمية الحجر الصحي للجميع، والذي يطبق في كافة دول العالم.
وقالوا: عند بداية الحجر تم ضبط الكثير من الذين حاولوا التسلل والخروج من المحافظة، ولكن تغير الأمر بعد مرور عدة أيام، فأصبح المسؤولون لا يضبطون إلا بين 3 و4 حالات يوميا سواء أكان ذلك لمواطنين أو مقيمين، وتقوم الجهات الأمنية بضبط الخروج والدخول خوفا على المواطنين، فهناك من الدول من أعلنت الطوارئ وأخرى أعلنت عدم التجوال أو الخروج لبعض الوقت خلال اليوم.
» ثقافة ووعي
بدوره، أوضح مشرف الإرشاد بتعليم الشرقية عماد اللباد، أن زيادة الثقافة والوعي بأهمية الحجر الصحي على الجميع بدون استثناء في هذه الأيام مهمة للغاية، وإن كان الأمر صعبا لكنه ضروري لحماية الجميع من الخطر، مشددا على ضرورة عدم التباهي أمام مارد لم تكتشف بعد طرق التغلب عليه بصورة جذرية، فالصحة العامة أهم ما تقدمه الدولة، فهي تبذل قصارى جهدها للتغلب على هذا الفيروس، ويجب تحمل مثل هذا الأمر لينعم الجميع بعدها.
وأبان اللباد أن وزارة الصحة أعلنت ضرورة الحجر الصحي لمدة 14 يوما على أي مشتبه به أو شخص خالط أفرادا اكتشفوا أنهم مصابون بفيروس كورونا؛ وذلك لتشخيص الحالة جيدا ووضع اليد على مواطن الضعف والقوة؛ لتسهيل العملية والوقاية من انتشار فيروس كورونا الذي اجتاح دول العالم وقارات الأرض، فرجال الأمن عون لنا جميعا، ويقومون بأعمال يشكرون عليها.
» قرارات حكيمة
وقال عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف عدنان السادة: في ظل انتشار فيروس كورونا اتخذت الحكومات عدة وسائل لعدم السماح بتفشي هذا الفيروس الذي أرعب العالم بسرعة انتشاره. لذلك اتخذت الحكومة الرشيدة -أيدها الله- قرارات حكيمة ومدروسة، بدأت حينما أعلنت وزارة التعليم بالمملكة مساء يوم السبت الموافق 12 رجب 1441هـ منح تعليم محافظة القطيف كافة عطلة رسمية لمدة أسبوعين لجميع المدارس بنين وبنات، ليتبعها ظهر يوم الأحد قرار من وزارة الداخلية بتعليق الدخول والخروج للمحافظة، وذلك وفقا للإجراءات الصحية الاحترازية الموصي بها من قبل الجهات الصحية المختصة، وتم وقف العمل في جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة؛ في خطة لزيادة الإجراءات الاحترازية لمنع احتمال انتقال العدوى، وقد استثنت المرافق الأساسية لتقديم الخدمات الأمنية والتموينية ومحطات الوقود والمرافق الصحية؛ تسهيلا لحياة الناس اليومية.
وأكد السادة أن أولى الحالات المصابة بفيروس كورونا أعلنت وزارة الصحة اكتشافها من محافظة القطيف، تبع ذلك الإعلان عن 7 حالات من المحافظة كانت قادمة من إيران وواحدة من العراق، و3 حالات لسيدات انتقلت إليهن العدوى من أزواجهن القادمين بالعدوى، وهنا يكون الواجب الحذر وتطويق المحافظة؛ للحفاظ على الصحة العامة، كما دعت حينها وزارة الصحة للإفصاح عن القادمين من إيران والاتصال على الرقم 937؛ حفاظا على صحتهم وصحة ذويهم ومن يخالطون، وهذه الإجراءات كلها من أجل المواطن، لافتا إلى أن التعاون من قبل جميع المواطنين في تنفيذ القرارات الاحترازية الصحية والحكومية له الأثر في التغلب على مارد يسمى «فيروس كورونا».
» التزام وتأكيد
وفي ذات السياق، قال عدنان السادة: إن المدينة الأولى في انتشار فيروس كورونا هي ووهان الصينية، ويقطنها أكثر من 11 مليون نسمة، التزم فيها الجميع بالقرارات الصحية والحكومية، ليتبع ذلك شعب الصين أجمع الذي يربو على 1.4 مليار نسمة، فلذلك تطورت الحالة إلى الأفضل وأصبحت بخير بعدها وقل عدد المصابين والمتوفين، بل أصبحت الصين تقدم المساعدات إلى إيطاليا التي انتشر فيها الوباء؛ نتيجة التهاون في الحجر الصحي، وهنا تبرز قوة الإرادة والاستجابة للقرارات الحكومية وأهميتها، فواجب على كل فرد في وطننا الالتزام وعدم المخالفة لنجاة وصحة الجميع.
وأضاف: من الضروري تطبيق القرارات الصحية والابتعاد عن التجمعات البشرية، وترك العادات القديمة من انتشارات غير مسؤولة محدثة، فالطاقم الطبي يعمل ليل نهار من أجلنا وهم متفانون في العمل لراحتنا، فيما يقوم رجال الأمن البواسل بالتضحيات والتعرض للعدوى؛ من أجل الحفاظ على صحتنا فلهم جميعا الشكر والتقدير، وإننا متأكدون أن وطننا الغالي بخير وسعادة في ظل قيادتنا الحكيمة -حفظها الله- وقراراتها الصائبة المدروسة، التي سينتج عنها راحة وأمن وأمان المواطن.