وتعد قرية «آل صميد»، الواقعة بمركز خاط نموذجا لتلك القرى المعلقة، التي تتسم بجمال الطبيعة، وشاهدا على عبقرية الإنسان والمكان، إذ يعبر الطريق إليها من شعبة آل حسين مرورا بشعب القاع ثم جبل مزهر كما يمر بقرى قبائل آل محمد من بني عمرو وشعيب المعمل وينتهي في القرية التي تقبع على قمة جبال خاط بارتفاع يتجاوز 1500 متر عن مستوى سطح البحر.
تاريخ عريق
وتضم القرية التي يبلغ عدد سكانها الآن ثلاثة آلاف نسمة، العديد من المنازل القديمة والقصور والقلاع التي ما زالت صامدة على رؤوس الجبال رغم مرور عشرات السنوات على بنائها، وتحوي في أحضانها العديد من المقتنيات الأثرية والنقوش الصخرية التي تؤكد تاريخها العريق، وتحيط جنباتها المدرجات الزراعية التي كانت مصدرا لعيش السكان في أوقات سابقة إلى جانب اهتماماتهم بتربية الماعز والأبقار.
معطيات المكان
تتميز القرية بالأحواض المحفورة في صميم الصخر الأسود والتي تختلف مساحاتها حسب الطول والعرض والعمق، مما يجعلها مصدرا لمياه الشرب لأهالي القرية من خلال تعبئة خزانات المياه المحفورة في جوف الأرض بمياه الأمطار التي لا تكاد تنقطع منها على مدار العام، إلى جانب ري المدرجات الزراعية وسقي المواشي.
وعرفت «آل صميد» التي كان عدد سكانها قبل أكثر من 50 عاما لا يتجاوز أكثر من 300 شخص، بزراعة الذرة وأشجار الموز، وكانت الحياة فيها بسيطة تنبض بمعطيات المكان التي استطاع أهلها قبل عشرات السنوات أن يروضوا صعوبة المكان وقسوة تضاريسه لتسخير كافة احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية.