لم تتخل المملكة عن مواطنيها الذين كانوا خارج المملكة حتى مخالفي النظام بالسفر للبلدان الممنوعة فأجلتهم ووضعتهم في حجر صحي فاخر في فنادق 5 نجوم على حساب الدولة فقط للتأكد من سلامتهم. أكدت وزارة الصحة جاهزية أكثر من 1400 غرفة عزل و1449 غرفة عزل سالبة الضغط مطابقة للمواصفات موزعة على المستشفيات بالمحافظات والمناطق الصحية وقامت بالحجر الصحي على المصابين وبتقديم جميع الخدمات الطبية الضرورية لهم.
فرضت غرامة مالية على كل من ينشر الشائعات وعلى المنشآت والهيئات التي تستغل تداعيات الأزمة للتلاعب بأسعار بعض المنتجات. دعمت القطاع الخاص بـ 50 مليار ريال لتمكينه من أداء دوره في إطار جهود الدولة للتخفيف من آثار التدابير الاحترازية لمكافحة كورونا والتي تتمثل في الآثار المالية والاقتصادية السلبية على السوق السعودي وخصوصا على المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
تعد هذه الأزمة فرصة للمنطقة لتعلم دروس ممتازة تجعلها جاهزة لأي أزمات مستقبلية، فبعد الإجراء الاحترازي بفرض طوق صحي على القطيف مثلا فُعل التعليم عن بعد عن طريق منصة عين. فعل العمل عن بعد عن طريق الانترنت وكان من السباقين في ذلك المؤسسات الحكومية، شركة أرامكو السعودية، سابك وصحيفة اليوم. التحول الرقمي المتطور الذي حققته المملكة سهل على المواطنين إجراء الكثير من المهام المتعلقة بالجهات الحكومية عن طريق الانترنت من أي مكان في المملكة. انتعشت التجارة الإلكترونية واستخدام التطبيقات.
بين هروب مواطني بعض الدول التي فرض على مدنهم الحجر الصحي، عويل البعض، وغناء آخرين من الشرفات تحديا للحجر، طفق الكثير من المواطنين السعوديين للقيام بوظائفهم عن طريق الإنترنت، وقرر آخرون ممن لا يستطيعون العمل عن بعد قضاء الوقت مع الأسرة أو ممارسة هواياتهم المختلفة.
كل ما ذكر في هذا المقال حقائق نستنتج منها حقيقة أن كورونا الذي لا يقتل يقوي وأن المملكة قد أعطت للعالم درسا في فن إدارة الأزمات والتعامل مع المواطن.
[email protected]