الجندي الجيد هو الذي يطيع وطنه وقيادته فإذا قيل له اذهب إلى الحرب ذهب وإذا قيل له اجلس في البيت جلس. كل مواطن هو جندي في وطنه ويسعى لما فيه مصلحته ومصلحة الآخرين الذين يشاركونه الوطن. ولذلك صار وعي الشعوب، في زمن فيروس كورونا المستجد، يقاس بمدى التزامها بقوانين وتعليمات حكوماتها، وأهمها عدم الاختلاط والمكوث في البيت إلى أن تنقشع هذه الغمة بإذن الله.
ليس هناك سبب واحد يجعلك جنديا سيئا تنقل العدوى أو تتعرض لها لتشكل عبئا جديدا ينشر الوباء ويُثقل كاهل الجهاز الصحي. الالتقاء بالأقارب والأصدقاء، أو مجاملتهم في مناسباتهم، أو حتى زيارة كبار السن من أهلك ليست الآن أسبابا وجيهة لتجاوز تعليمات الحجز المنزلي أو البقاء في المنزل. من المفترض أن الأقارب والأصدقاء يتفهمون وهم باقون في أماكنهم وستراهم، بعد حفظ الله، في وقت لا يضرك ولا يضرهم. وكبار السن يمكن أن تتدبروا وجودهم في مكان واحد معكم، سواء أكنتم أبناء أم بنات أم أخوات وأخوة، بحيث تتمكنون من وصلهم والعناية بهم دون أن نعرضهم لخطر التنقل وملامسة الأشياء ومباغتة الاشتباهات.
المملكة مثلما هي أمانة في عنق الجندي الذي يحارب على الحد الجنوبي هي أمانة في عنقك في هذه الأزمة وكل أزمة. وليس المطلوب منك الآن سوى أن تبقى في بيتك سالما معافى أنت وأسرتك. ومطلوب منك أكثر أن تكون صوتا وطنيا مسؤولا يوعي أهله وأقاربه وجيرانه وعماله بضرورة بقائهم في منازلهم ليساعدوا الدولة على مكافحة هذا الوباء والحد من انتشاره؛ لنتجاوز جميعا هذه المحنة التي تعصف بالعالم أجمع.
نريد فعلا، هنا في المملكة، أن نكون مضرب مثل لبقية شعوب العالم في وعينا ووطنيتنا وحسن تصرفنا، مثلما تعتبر الصين الآن، وهي بؤرة الوباء الأولى، الدولة التي انتصرت على كورونا المستجد بوعي شعبها والتزامهم الصارم بكل ما يصدر عن حكومتهم من قوانين وإرشادات.
حفظ الله وطننا وحفظنا.
ma_alosaimi@