وحصاة النصلة هي كتلة صخرية كبيرة تتميّز بجمالها الجذاب، وتتسم بالشكل المخروطي الذي تشكّل بسبب العوامل الجوية والرياح، وسميت النصلة لأنها نصلت أو انفردت عن الجبال القريبة منها، وتحتوي واجهتها على مجموعة من النقوش الثمودية والرسوم الصخرية لأشكال حيوانية متنوعة.
قصة حب
وظلت هاتان الصخرتان صامدتين في وجه الطبيعة وتقلباتها إلى يومنا هذا، وشاهدتين على قصة حب شهيرة مضت عليها قرون طويلة، وحيكت حولها الكثير من القصص والحكايات. تقول إحدى الروايات، إن عنترة بن شداد كان يربط حصانه في الصخرة، ويلاقي محبوبته عبلة تحت صخرة النصلة، وعُثر فيها على نقوش ثمودية، وتدل هذه النقوش على الأهمية التي كانت تتمتع بها المنطقة خلال الفترة من القرنين الثاني قبل الميلاد إلى الأول أو الثاني الميلادي، حيث تدل على أن المنطقة قديمة الاستيطان.
الفارس والشاعر
وارتبطت الصخرتان بعنترة بن شداد الفارس المشهور بتلك المنطقة آنذاك قبل الإسلام، والذي عرفه العرب فارسًا وشاعرًا فذًا، وذكر عنترة في شعره مواقع بالقصيم خاصة عيون الجواء، ومنها قوله في أحد الأبيات:
ولقد حبست بها طويلا ناقتي ... أشكو إلى سفح رواكد جثم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي
وعنترة بن شداد أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وُلد في الجزيرة العربية في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وبالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد ميلاده في عام 525م، وأمه كانت أَمةً حبشية يقال لها زبيبة، أُسرت في هجمة على قافلتها، وأعجب بها شداد فأنجب منها عنترة.
مسار عنترة
وتُعدّ الصخرة من أهم المواقع السياحية التي تقع على المسار السياحي المعتمد في منطقة القصيم، وهو مسار متخصص ضمن مسارات التراث الأدبي التي تحتضنها المنطقة، وعملت المملكة على العديد من البرامج والأنشطة التعريفية في الموقع، وبقصة الفارس العربي عنترة بن شداد، والذي يمتد من قصيباء في الشمال الشرقي حتى موقع الصخرة في الجواء، ويُعد مسار عنترة بن شداد من أبرز المسارات السياحية، ويلقى إقبالًا من زوار المنطقة؛ لما يحتوي عليه من قصص تاريخية، وثراء أدبي وأنثربولوجي.