فعل الخير ليس حكرا على أحد من الشعوب ولا يختص به قوم دون قوم بناء على دينهم أو عرقهم أو مذاهبهم. الخيرون في كل العالم ومن كل الأجناس والأديان موجودون على الدوام ويظهرون بصورة أوضح وأجمل في الأزمات. ونحن السعوديين من هؤلاء الخيرين الذين يتسابقون إلى فعل الخير بكل الوسائل، على المستوى العام للمجتمع وعلى المستوى الفردي للناس. هناك في الحقيقة نماذج لا تحصى من الخيرين القادرين والمبادرين، بل إن هناك من يسابق لفعل الخير وهو (على قدر حاله) حيث يقتطع جزءا من دخله أو لقمته أو هدمته ليعطيه لمحتاج أقل منه قدرة وحظا.
مع جائحة كورونا شهدت، كما شهدتم، على فعل كبير للخير الذي شمل كل شيء، من سلال الغذاء الكريمة جدا إلى الكمبيوترات التي أعيد تأهيلها ووزعت على غير القادرين لاستخدامها عن بعد في تعليمهم وأعمالهم. والأهم، مما شهدت، أن آليات فعل الخير لدينا تتطور وتأخذ بأسباب التقنية التي تسهل على الناس المبادرة وتشجعهم على المشاركة. وفي هذا السياق أريد أن أحيي مبادرة جمعية إطعام في هذه الفترة للإعانات الغذائية بعد أن قطعت شوطا طويلا وناجحا في حفظ النعمة وتوزيع الطعام الفائض على محتاجيه. كل ما تحتاجه لتشارك في هذه المبادرة هو أن تذهب إلى البوابة الرقمية الخاصة بها لتقودك هذه البوابة ببساطة، وبما لا يستغرق أكثر من ثلاث دقائق، لتساهم في شراء السلال الغذائية بالقدر الذي تريد.
نحن فعلا نتقدم في مجال فعل الخيرات كما نتقدم في كل المجالات. ومن أهم أسباب هذا التقدم أن رجال أعمال محترفين هم من يؤسسون هذه الجمعيات الخيرية المتطورة في أعمالها ووسائلها، بينما يديرها شباب من الجنسين يتمتعون بطاقات ابتكارية هائلة وحماس كبير للتجديد والإضافة. ولذلك لا أستبعد أبدا أن نكون أو أننا أصبحنا فعلا مضرب مثل في تقنيات فعل الخير كما أننا مضرب مثل في فعل الخير نفسه، ومن حقنا أن نفخر بذلك ونبني عليه.
ma_alosaimi@