الرئاسة ليست تاجا تشريفيا، وإنما مسؤولية وعمل مبتكر يواكب تحديات الحاضر البشري، وذلك ما تركز عليه قيادتنا التي نظمت هذه القمة الافتراضية في مسار نوعي يستخدم التقنية في أفضل صورها بواسطة طاقم سعودي ربط أكبر زعماء العالم في منصة إلكترونية تبحث أخطر ملف دولي، بحيث لا يبدو العالم متفرقا وتعتمد فيه كل دولة على نفسها أو تدور في حلقة مفرغة، وإنما هناك مسؤوليات تجاه الضعفاء اقتصاديا في هذا العالم الواسع الذي يتهدد حوالي 9 مليارات فيه خطر وشيك.
القمة تم انعقادها لمناقشة سبل المضي قدما في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا، والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي، وبيان القمة يشير بوضوح إلى ما ينبغي على الدول المؤثرة أن تفعله بالنص على أن «جائحة كورونا (كوفيد-19) غير المسبوقة تعد رسالة تذكير قوية بمدى الترابط بين دولنا وبمواطن الضعف لدينا. فهذا الفيروس لا يعترف بأي حدود. تتطلب عملية التعامل معه استجابة دولية قوية منسقة واسعة المدى مبنية على الدلائل العلمية ومبدأ التضامن الدولي. ونحن ملتزمون بشدة بتشكيل جبهة متحدة لمواجهة هذا الخطر المشترك».
هذا النص الذي يعكس إرادة قوية لمواجهة الخطر لم يكن لتتم كتابته في تاريخ أزمات العالم لو لم تبادر الدولة الرئيسة للقمة إلى تنظيم أعمالها بكل كفاءة واقتدار، وبذلك تمت دعوة الجميع، بمن فيهم الذين يتربصون انتقاص دور المملكة الدولي للعمل من أجل حماية الأرواح، والحفاظ على وظائف الأفراد ومداخيلهم. استعادة الثقة، وحفظ الاستقرار المالي، وإنعاش النمو ودعم وتيرة التعافي القوي، وتقليل الاضطرابات التي تواجه التجارة وسلاسل الإمداد العالمية، وتقديم المساعدة لجميع الدول التي بحاجة للمساندة، وتنسيق الإجراءات المتعلقة بالصحة العامة والتدابير المالية.
إذن هذه مخرجات القمة التاريخية، شكلا وموضوعا، كما وكيفا، ومن لا يرغب في العمل عليه أن يندب حظه ويتحدث فيما لا طائل منه فلن يسمعه أحد لأن الجميع مركز مع جهود المملكة في محاولة إنقاذ العالم، بشعوبه ومجتمعاته على مختلف أعراقه ودياناته ومذاهبه، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فالأمر أكبر من أن يجد المزايدون وتجار الأزمات فرصة للصراخ والنياح، فيما لا يفعلون شيئا من أجل الإنسانية المعذبة غير المشغولة بسفاسف القول وصغائر الأمور، وهي في الحقيقة أزمة تكشف بحق عمن يعملون بصدق من أجل الإنسانية الحقيقية ومن يتربحون ويتكسبون من الإنسانية الزائفة في عقولهم، والآن أصبحوا مكشوفين، فربّ جائحة أو مصيبة أظهرت أسوأ ما في النفوس وأقبح وجوه الإنسانية.
@sukinameshekhis