وتضمنت البيانات التي جاءت في المؤشر العالمي لحماية البيانات الذي أعدته «دل تكنولوجيز» ويصدر كل عامين، استطلاعا حول تأثير التحديات والتقنيات المتقدمة على جاهزية حلول حماية البيانات في مؤسساتهم، وأشارت النتائج أيضا إلى تحقيق تقدم إيجابي على صعيد عدد المؤسسات التي تدرك أهمية وقيمة البيانات وتقوم بالاستثمار فيها الآن أو تخطط لذلك في المستقبل، حيث ازدادت نسبة تلك الشركات من 70% في عام 2018 إلى 79٪ في 2019.
ويتمثل أكبر تهديد لهذه البيانات في العدد المتزايد من الأنشطة التخريبية، بدءا من الهجمات السيبرانية ووصولا إلى فقدان البيانات وتعطل الأنظمة، إذ عانت 80٪ من الشركات في عام 2019 مقارنة بـ 77٪ في عام 2018 من نشاط تخريبي في الأشهر الـ 12 الماضية، ويخشى 68٪ منهم أن تواجه مؤسساتهم نشاطا تخريبيا خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
تغير التفكير
وقال المدير الأول لحلول حماية البيانات في الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا لدى «دل تكنولوجيز» ميشيل نادر، إنه في عصر البيانات الذي نعيشه اليوم، تتغير طريقة تفكير المؤسسات فيما يتعلق بالبيانات وكيفية حمايتها وسبل تحقيق دخل منها، حيث إن سرعة الابتكار فتحت الأبواب لفرص جديدة، لكنها زادت المخاطر في الوقت نفسه، مستطردا: ولذلك، فإن وضع الإستراتيجيات الصحيحة يشكل عنصرا أساسيا لحماية هذه الأصول المهمة بالنسبة للمؤسسات، ولا بد لنا أن ندرك أنه وبغض النظر عن التهديدات التي تنتشر، لا يمكن لقادة الأعمال التغاضي عن دور الأمن وإدارة المخاطر في إستراتيجيتهم الإجمالية.
تكلفة الاضطرابات
وكان الأمر الأكثر إثارة للقلق وفقا لبيانات «دل» هو أن المؤسسات التي تستخدم أكثر من مزود واحد لحماية بياناتها هي الأكثر تعرضا بنحو مرتين لهجوم سيبراني يمنعها من الوصول إلى تلك البيانات، إلا أن أسلوب الاعتماد على عدة مزودين لحماية بيانات في آن واحد آخذ في الارتفاع، حيث قامت 78٪ من المؤسسات بتطبيق حلول حماية بيانات من مزودين اثنين أو أكثر.
وتتزايد تكلفة الاضطرابات بمعدل ينذر بالخطر، إذ ارتفع متوسط تكلفة التوقف عن العمل بنسبة 93٪ من عام 2018 إلى عام 2019، مما أدى إلى تكلفة إجمالية تقدر بمليار و390 ألف دولار سنويا في عام 2019، مرتفعة عن نحو 518 ألف دولار في عام 2018.
من جانب آخر، انخفضت تكلفة فقدان البيانات من حوالي 999 ألف دولار في عام 2018 إلى نحو 916 ألف دولار في عام 2019.
ومن الملاحظ أن تكاليف الأنشطة التخريبية تكون أعلى بشكل ملحوظ لدى المؤسسات التي تستخدم أكثر من مزود لخدمات حماية البيانات، وتكون التكاليف المتعلقة بالتوقف عن العمل أعلى بمرتين تقريبا، بينما تصل تكاليف فقدان البيانات إلى نحو خمسة أضعاف في المتوسط.
التقنيات الناشئة
وأوضحت البيانات أنه مع استمرار التقنيات الناشئة بلعب دور هام في تطوير وصياغة مشهد التحول الرقمي، أصبحت المؤسسات تتعلم كيفية استخدام هذه التقنيات لتعزيز نتائج أعمالها في المستقبل، إذ أشارت «دل» إلى أن جميع المؤسسات الإقليمية تقريبا تستثمر بمستوى معين في التقنيات الأحدث أو الناشئة، إلا أن 69% من المشاركين في الاستبيان، يعتقدون أنها تخلق تعقيدات أكبر في مجال حماية البيانات، بينما يرى 56٪ أن التقنيات الناشئة تشكل بالفعل خطرا على حماية البيانات.
حلول قاصرة
ويبذل أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان من الذين يستخدمون تقنيات ناشئة جهودا كبيرة لإيجاد حلول مناسبة لحماية البيانات الخاصة بهذه التقنيات، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس والبنية التحتية الطرفية 61٪، ومنصات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي 51٪، وتطبيقات السحابة المحلية 52٪، وإنترنت الأشياء ونقاط النهاية 56٪، وأتمتة العمليات الروبوتية 47٪.
وقد وجدت الدراسة أيضا أن 81٪ من المشاركين يعتقدون بأن حلول حماية البيانات الحالية في مؤسساتهم لن تكون قادرة على التصدي لجميع تحديات أعمالهم المستقبلية.