وقال مدير المرصد الأحوازي لحقوق الإنسان علي قاطع الأحوازي: تتحدث المنظمات الحقوقية عن الأنظمة التي ارتكبت سياسات تمييز بحق الشعوب والأقليات المهمشة في مواجهة أزمة «كورونا»، وإيران بدون شك تطبق هذه السياسة في الأحواز التي تعاني من تعسف وقهر وبطش نظام الملالي، وعلى الأحوازيين توثيق هذه الانتهاكات للتاريخ.
وأضاف: من يتابع حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني والخطوات التي اتخذها منذ بداية جائحة «كورونا» في إيران وحتى الآن سيتضح له أن النظام يمزج في تطبيق خطتين لمواجهة العدوى، الأولى: هي خطة «العزل الصحي» في محافظاتها المركزية وعلى فئات معينة من المجتمع، وخطة «مناعة القطيع» في مناطق الشعوب غير الفارسية.
مشددًا على أن نظام الملالي يستغل أغلب الإمكانيات الصحية في المناطق الرئيسية مثل العاصمة في تمييز بالغ، ما يعني ترك أبناء المناطق الأخرى تواجه الموت.
فساد خامنئي
وقالت الباحثة في الشؤون الإيرانية د. سمية عسلة: العقيدة السياسية لدى أتباع الولي الفقيه بدأت تهتز بعدما كشف وباء كورونا فساد المرشد علي خامنئي ورجاله، ورفضهم تسييل رؤوس أموالهم المهربة بالخارج وضخها داخل البلاد لاحتواء الأزمات الاقتصادية والصحية المترتبة على تصاعد تفشي الفيروس الذي يعصف بالشعب الإيراني.
وشددت على أن اللجان الإلكترونية التابعة للحرس الثوري تكثف نشاطها على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي لتقليل تأثير الجائحة، فيما اتهم عدد من الشباب خامنئي بأنه يقاوم الوباء بمزيد من البدع الدينية لتثبيت سلطته وهيمنته على الكرسي وأتباعه معًا، في وقت يفتك «كورونا» بشعبه.
وترى عسلة أن رفض النظام الإيراني تسليم جثث ضحايا «كورونا» لذويهم إلا بعد توقيعهم على أوراق تثبت وفاتهم بأزمات قلبية أو أمراض أخرى، دليل على استمرار فشل النظام في إدارة الأزمة، وخوفه من إدانات دولية جديدة تضاف إلى سجله الأسود في انتهاك حقوق الإنسان. وأشارت إلى أن نظام الملالي يتخلص من آلاف الجثث بشكل غير إنساني وسط تعتيم إعلامي وتهديد للطاقم الطبي بعدم التصريح عن العدد الحقيقي للقتلى.
عجز الملالي
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية فراس إلياس: أصبحت إيران معزولة بدرجة فاقت تداعيات العقوبات الأمريكية إثر الوفيات والإصابات المتصاعدة جراء انتشار فيروس «كورونا»، إذ أغلقت حدودها مع الدول المجاورة التي ترتبط معها بعلاقات تجارية، وتوقف استيراد الأدوية والمعدات الطبية؛ ما أفقدها القدرة على مواجهة الفيروس، وفشلت إجراءاتها مثل عزل المدن وفرض حظر التجول، وقد يؤدي عجز النظام عن مواجهة الفيروس إلى اندلاع احتجاجات عامة واسعة النطاق في البلاد، ولكن ما قد ينقذ النظام في الوقت الحالي هو امتناع المواطنين الإيرانيين عن التظاهر خوفًا من الإصابة.
وحذر إلياس من أن هذه الظروف ستعطي قوات الأمن الإيرانية والحرس الثوري فرصة لمزيد من السيطرة الكاملة على البلاد، في وقت تخطط فيه طهران لمواصلة تمويل نشاطها العسكري وميليشياتها في سوريا واليمن ولبنان لرفضها التخلي عن تلك الساحات السياسية التي تضع أقدامها فيها.