وأحسب أن كل الشعوب تشارك في صناعة وتداول النكت.. ولربما كان الشعب المصري من أكثر الشعوب العربية تعاطيا للطرائف.. وفي مجتمعنا السعودي يحضر فن النكتة سواء أكان كتابة أم مقاطع مركبة لمسلسل أو أغنية وشيلة، أو إنتاج مشهد كوميدي قصير، والتقنية اليوم ساعدت في بث النكت وتداولها.
والنكتة عموما لها عدة وظائف، قد تكون من باب التنفيس للشعوب عن حالات الخوف التي تنتابها.. وتكون من باب التخفيف من الآثار النفسية لأعباء الحياة وصعوباتها.. وتصبح النكتة غير بريئة إذا اعتمدت على الشماتة والتشفي، وممقوتة إن تضمنت تطاولا على القيم أو حوت جانبا عنصريا.. وأسوأ النكت التي تستعمل للتأثير على أفكار الناس، أو التي تحمل في طياتها التعميم والإحباط.
أجمل النكت وألطفها حينما تكون وسيلة للتعبير الاجتماعي.
أطرب للنكتة الساخرة والمضحكة التي تنتزع الفرح من دواخلنا، وتبث المرح في أرجائنا.. كم هي جميلة النكتة الناقدة لتصرفات معينة، أو تلك التي تأتي في قالب «طقطقة» ناعمة وبريئة تثير الانتباه وترسم البسمة بلا تكلف أو إسفاف.. وفي بعض النكت جوانب إصلاحية بطابع فكاهي.
اخترت لكم اليوم «نكتتين» مصرية وسعودية.. تناسبان موضوع المقال:
* نكتة مصرية على شكل نصيحة تقول:
للوقاية من فيروس كورونا كلْ كل يوم «بصلة».. هي «ملهاش» علاقة بالفيروس بس «هتبعد» الناس عنك لمسافة كافية.
* أثناء لزوم الناس لبيوتهم في فترة الحجر المنزلي.. استغل صانعو الطرفة الوضع فقالوا:
أيتها الزوجات، مع تنفيذ قرار حظر التجول يعتبر الأزواج أسرى عندكن فأحسنَّ معاملة أسراكن حسب اتفاقية جنيف، والله ﻻ يضيع أجر المحسنين.. وواحد قال في طرفة مكملة لها: عرضت الأمر على زوجتي فقالت: ما وقعت على هذه الاتفاقية!
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
النكتة ليست ترفا.. هي رسالة الشعوب المشفرة لمواجهة الحياة.
@alomary2008