قال تواجهني مشكلة عندما أكون بالبيت وهي أنني لا أعرف كيف أتعايش مع زوجتي وأولادي، لأني كنت سابقا مشغولا عنهم والآن صرت أجلس بالبيت، وبدأت أشعر بأنني غير مهم بحياة عائلتي وكأنني أعيش على هامش الحياة، فكيف أعالج مشكلتي هذه قبل أن يأتيني الاكتئاب بعدما كنت بالعمل نشيطا ومتفاعلا ومنجزا، وأتمنى أن أكون ناجحا ومتفاعلا عائليا فكيف السبيل؟ قلت: إن ما تشتكي منه يشتكي منه أكثر الرجال عندما يتقاعدون أو يجلسون في البيت، وأنا سأقدم لك عدة أفكار تساعدك في علاج مشكلتك.
قلت له قبل أن أقدم لك الأفكار فهل تعرف ما هي أفضل هدية تقدمها لأبنائك؟ قال: تعليم متميز أو تأمين مستقبل مالي لهم، قلت له: كلامك صحيح ولكن في شيء أهم، قال معرفة الله والإيمان به، قلت: صحيح وكذلك من أفضل الهدايا التي تقدمها لهم نموذج لزواج ناجح، فاستغرب وقال كيف؟ قلت: لأنك تجعلهم يكونون أسرة ناجحة بالمستقبل وهذا يحقق التعليم المتميز والمستقبل المالي الذي تنشده وكذلك الإيمان بالله وحسن عبادته، قال: صدقت ولكني لم أفكر بهذه الطريقة، قلت له: وكثير من الناس لا يفكرون بهذه الطريقة لأننا نعيش في تفكير ومجتمع مادي، ثم قلت: ودعنى أزيدك أفكارا عملية منها عمل احتفالات صغيرة بالبيت لأي مناسبة تحدث للأسرة حتى لو كانت المناسبة زيارة الجدة للمنزل أو النجاح في مادة دراسية أو حفظ سورة من القرآن أو تنظيف المنزل فوجود الاحتفالات يعطي للحياة طعما وسعادة، والفكرة الثالثة هي أن تنظر لمن يتحدث إليك سواء زوجتك أو أولادك وإن كانت هذه الفكرة سهلة وبسيطة ولكن أثرها كبير في التفاعل والسعادة العائلية، والفكرة الرابعة ليشاهد من في المنزل مدحك وثناءك للأشياء والتصرفات ولو كانت صغيرة مثل غسل الطفل يديه بعد الطعام أو تقديم وجبة مميزة عملتها الزوجة، والفكرة الخامسة اللمس بكل أنواعه سواء مسح الرأس أو لمس اليد أو لمس الجسد وهذه الفكرة تنطبق على الزوجة والأبناء فاللمس لغة عالمية ترسل رسائل إيجابية عن المحبة والقرب ويشعر الذي تلمسه بالراحة والطمأنينة والاستقرار، والفكرة السادسة أن تحدد وجبة واحدة على الأقل لكي تجتمع العائلة على الطعام فكثير من المواضيع والقضايا يتم طرحها أثناء الاجتماع العائلي وهذا مهم لكي يتم تكوين رأي جماعي تتوحد عليه نظرة العائلة، وكثير من المشاكل ممكن طرحها في الاجتماع العائلي على الطعام، فيكون اجتماعا حيويا وفعالا ومفيدا يزيد من نسبة السعادة العائلية، والفكرة السابعة أن تضع نظاما للبيت وتلتزم به فيشعر أفراد الأسرة بالانتماء للأسرة ويلتزمون بقوانينها مثل أن تجعل إفطار السبت للعائلة أو غداء الجمعة أو الصلاة جماعة بالبيت مثلا أو في ساعة محددة يتم ترك الأجهزة وإغلاق الشاشات أو المشي بالحي أو الحديقة مرة في الأسبوع، بالإضافة إلى أن يتم تخصيص جلسة خاصة للزوجة يتم تحديدها كل أسبوع مرة أو بالشهر مرة حسب الظروف وكذلك الجلوس مع كل طفل على حدة مرة بالشهر وهكذا،
والفكرة الثامنة أن تتحاور مع أهل بيتك عن شيء جميل رأيته حتى لا يكون دائما كلامك نصائحك فينفر أهل البيت منك، فتتحدث مرة عن جمال غروب الشمس مثلا أو تتحدث عن الشوربة التي شربتها كانت لذيذة أو تتحدث عن قصة حصلت لك أيام طفولتك في المدرسة أو في بيتك وأنت طفل وهكذا، والفكرة التاسعة أن تكون إيجابيا في كلامك وسلوكك وتزرع التفاؤل في الجو العائلي فلا تكون سلبيا وأحرص على أن تجد المنح في كل محن تمر على العائلة وتحدث عن الخير في كل شر تراه، فتعطي صورة جميلة للحياة ويكون أهل بيتك سعداء، والفكرة العاشرة أن تسمح لكل فرد من أفراد العائلة أن يكون عنده مساحة يتحرك فيها ويضع لنفسه برنامجه الخاص، فهذه عشر أفكار تجعلك سعيدا مع عائلتك، قال شكرا لك وسأعمل بها بإذن الله.
@drjasem