جهود مملكة الإنسانية في سبيل راحة المواطن ورفاهيته لا يمكن حصرها في مقال أو مجلدات، ولو استعرضنا ما قامت وتقوم به المملكة بهذا الخصوص منذ توحيد هذا الكيان على يد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ نجد الآلاف من القرارات التي تصب في صالح المواطن وتعزز من مكانته وترفع عن كاهله الكثير من الأعباء التي ترهقه، ولذلك نجد أن هناك تلاحما كبيرا بين القيادة والمواطن وتناغما إيجابيا يفوق الوصف ويشهد على ذلك الكثير من الحوادث التي تعرضت لها السعودية حيث تجد الشعب يقف صفا واحدا لا يساوم على قيادته التي ضحت بالغالي والنفيس لأجله.
لن أتحدث عن الشواهد لأنها كثيرة ولكن سأقصر حديثي على جائحة كورونا وما قامت به المملكة في سبيل تجنيب شعبها والمقيمين على أرضها هذا الوباء ـ وقانا الله شره ـ وكافة بلاد المسلمين والإنسانية جمعاء، حيث اتخذت بلادنا كافة التدابير لمنع انتشاره قدر المستطاع وتقليل مخاطره إلى أقصى درجة ممكنة مما دعا منظمة الصحة العالمية للإشادة بجهود المملكة بهذا الخصوص، وكلنا يعلم صعوبة السيطرة في بلد مثل المملكة نظرا لوجود الحرمين وما يستقبلانه من زوار من كافة دول العالم ـ الكثير منها أصيب بهذا الوباء ـ، وكذلك وجود ملايين العمالة المقيمة لدينا خلاف المتخلفين مما يزيد من صعوبة السيطرة وبرغم ذلك حققنا نجاحا مهما بتوفيق الله من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الاستباقية التي ساهمت في تخفيف انتشاره إلى أن يزول بإذن الله.
تلك الإجراءات السابقة عززت من المواطنة بشكل كبير في نفوس المواطنين وجعلتهم يرددون بصوت واحد (الحمد لله على نعمة السعودية) وجميع من تشاهد سواء صغيرا أو كبيرا تجدهم يتحدثون عن هذه الإجراءات بكل فخر واعتزاز ويقارنونها بالكثير من الدول التي لم تبذل نصف ما بذلته مملكتنا، مؤكدين أن المواطن لدى قيادتنا له الأولوية قبل القطاع الاقتصادي الذي بالتأكيد سيتضرر من إجراءات الإغلاق ولكن كما ذكرنا المواطن أولا.
المواطنة ولله الحمد غرسها آباؤنا فينا وكذلك أجدادنا في أبنائهم الذين عرفوا قيمة الوطن وأهمية حب الوطن فما بالك إذا كان مهبط الوحي وقبلة المسلمين.. دمت بعز وفخر يا موطني.
almarshad_1@