وبينما أنا أسير باتجاه منزلي بقيت أتلفت خوفا من أن يكون لحق بي، كنت في حالة من التوتر العالي الذي لم يزل إلا عندما اقتربت من منزلي أسير تحت أشجار مظلة، وفجأة ودون سابق إنذار أتلقى ضربة قاسية على رأسي من فوق... هل لحق بي؟ هل رماني بحجر؟ لم يكن حولي أحد ولكن انتبهت أن هناك ما يسقط من الشجر، وعندها انتبهت لمصدر ألمي، سنجاب وقح ينظر إلي بنظرة تحد من أعلى
الشجرة.. أشعل عصبيتي ولولا أن الشجرة مرتفعة وحركته سريعة لتسلقتها لتقطيعه بيديّ.. تبين لي لاحقا أنه كان يرمي البندق من أعلى الشجرة على الرصيف بهدف كسره ولكن لا يهمني ذلك، فذلك ليس عذرا ليستغل ضعفي بفعل المشين.
ذكرتني أخبار الأسابيع الماضية بالسناجب وذلك بسبب ابن عمها وشبيه طباعها من القوارض وهو الهامستر والذي تصدر أخبار الذعر. فهناك مصطلح ألماني hamsterkauf ويعني حرفيا 'شراء الهامستر' أي بنفس النمط الذي ينتهجه في جمع طعامه.. فالهامستر والسنجاب يجمعون الطعام ليكفيهم في فصل الشتاء فيكدسونه ويخزنونه وهذا ما نقل في الأخبار عمن يشتري أكثر من حاجته ليخزنه وبالتالي يحرم غيره منه. هذا ما حدث مثلا بسلعة مثل ورق الحمام (أعزكم الله) لدرجة أن إحدى إدارات الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت بيانا بأن نفاده ليس من الطوارئ التي تستدعي الاستنجاد بهم.
محليا رأينا الأسبوع الماضي الشائعات حول البيض والخوف من نفاده رغم أن وزارة التجارة صرحت بأن المملكة اكتفت ذاتيا وتنتج ١١٦٪ من احتياجها وتصدر الفائض.. مع ذلك لم يخل سوبر ماركت من سنجاب أو أكثر خرجوا بثلاثة أطباق من البيض بنظرة انتصار.
شعارنا في هذه الفترة هو «كلنا مسؤول» ولكن هذه التصرفات لا تتواءم مع هذه المسؤولية. جميعنا نمر بنفس الظروف ورأينا استجابة واسعة لتوجيهات ولاة الأمر في البقاء في المنزل. بقي على السناجب عدم تصديق ونشر الشائعات وعدم التصرف مثل القوارض قبيل الشتاء.
sssolaiman@