فمن لا يقدر النعمة التي هو فيها، عقيدة صافية وقيم راقية وترابط واجتماع كلمة، ويبحث عما لدى الشرق والغرب عما لا ينقصه، سيقول أو يقال له يوماً لا تبك على ما كنت تملكه ففي الصيف ضيعت اللبن.
ومن يكون لديه زوجة يحق له أن يفخر بها، أو زوج يكرمها ويقدرها، وبمشكلة لا تستحق يحصل الشقاق ثم الطلاق، سيندم وتندم، ويقولان ما قال عمرو ليس لدختنوس بل لأنفسهم.
ومن يتساهل في تربية أبنائه الصغار الذين هم استثماره طويل المدى، سيردد عندما يكبرون ولا يستطيع تعديل سلوكهم بنفس القدرة التي كان يملكها عندما كانوا صغاراً: أضعتهم عندما احتجتهم لأني أضعتهم عندما احتاجوني.
ومثل ذلك يقال عن شاب يهمل بناء شخصيته خلال شبابه الذي يحمل القوة والطموح والوقت، وطالب يتساهل في معدله وبناء فكره أيام دراسته التي هي سنواته الذهبية وما بعدها مبني عليه، كل هؤلاء سيجدون بعد زوال ما ينعمون به، سواء بالمشيب أو بالتخرج من الثانوية أو الجامعة، أنهم قد أضاعوا فرصاً لا يمكن تعويضها، فما كُتب كُتب.
يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: «اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ، وصحتَك قبل سَقمِكَ، وغناكَ قبل فقرِك، وفراغَك قبل شغلِك، وحياتَكَ قبل موتِكَ»
كيف نتخلص من مصير دختنوس؟.
بالتوكل على الله، وإبقاء شعلة الحماس متقدة بمن يوقدها داخلياً من النفس وخارجياً بالاطلاع ومصاحبة الأكابر، والسعي لاغتنام كل فرصة بشجاعة وأناة، فإن لم يكن فسيظهر عمر ويقول: في الصيف ضيعت اللبن يا دختنوس.
@shlash2020