عندما يستوقفك شرطي في الشارع وأنت مار، يسألك من البديهي عن إثباتك، وهويتك، ليتثبت من شخصيتك، مبخوت.. اسمه هوية شخصية، وتاريخ ميلاده، عشة في أطراف حارتنا، وشجرة كان يسقيها، هذه هي وثائق مبخوت الذي يعرفها كل أبناء المدينة، حتى ذلك الشرطي.
مبخوت: معارفه قليلة وضحلة، ولكن الجميع يعرفونه، هو أشبه ما يكون بكاتب، أنجب ولدا من دون أم، ولكنه يحبه ويعشقه، لأنه خرج من أحشاء أفكاره، فأصبح كتابا محبوبا وقريبا لقلوب الناس، يستمتعون بقراءته ويرشدون القراء ليستمتعوا بصفحاته. كل سكان مدينتنا سمعت به، ولكن أغلبهم ولم يشاهدوه، حتى أن البعض اعتقد أنه مناضل وطني، حتى -وسيم- صاحب البقالة ذاك السمين يحبه كثيرا، لأنني أحيانا، أشاهده يشتري منهم بلا ثمن. وما زلت أعجب من هذا الحب، الذي من دون ثمن.
مبخوت: من بداية الحظر وهو يتعامل مع فايروس كورونا بشكل جدي جدا، واحترازات كبيرة ومنظمة، حيث إنه يتعامل مع هذا المرض بشكل حازم، لأنه يتابع تعاليم وزارة الصحة، من راديوه القديم الذي يتابع أخبار العالم منه، فشبابيك غرفته كلها مر عليها الديتول حتى زاويا غرفته وجدرانها، الذي اشتراه من وسيم طبعا دون ثمن، وشمع فتحات التهوية في نوافذ غرفته حتى لا تدخل منها نسمة هواء، لأنه ملتزم بالتعليمات التزاما كاملا.
مبخوت: كل من طرق الباب عليه سمع منه، تلك الأمثلة الشعبية، والتي تناسبت مع حدث الأزمة، مساء السكر ترى الباب علي مسكر، ومساء الفول ترى الباب مقفول..لا يريد أن يخرج من الغرفة بتاتا، خوفا على صحته وأيضا خوفا على صحة أهل الحارة، لأنه لا يريد أن يكتسب العدوى وينقلها للآخرين، لذلك بانت محبة الحارة له، فالكل يتسابق على السؤال عنه، والكل يتفقد حوائجه، حتى أصبحت غرفته أقرب ما تكون للسوبرماركت.. كل شيء متوفر فيها. فيروس كورونا أظهر معادن المجتمع السعودي عامة وحارتنا خاصة، بحب فعل الخير، وتلمس حاجات الضعفاء.
@kha9966