وهناك من اللصوص من يبذل كل طاقته الاحتيالية ليحصل على مجموعة من سلال الخير التي يتبرع بها المحسنون، وهو في غنى عنها لولا حقارة النفس ورخص التصرف. وكم من رجل وامرأة من الأخيار الكرماء خدعهم حرامي أو حرامية فأغدقوا عليه شفقة ورحمة ثم تبين أنه كاذب غشاش مخادع.؟!
المشكلة أن هؤلاء اللصوص الأشرار يتسببون في إغلاق أبواب خير مفتوحة لمحتاجين ومحتاجات بحق، فحين تتوالى هذه التصرفات اللصوصية وتشيع في المجتمع يبدأ الناس في التفكير وعدم الثقة في من يطلب المساعدة أو الصدقة. وهذا حدث بالفعل مع كثيرين سجلوا مواقف من فعل الخير نتيجة خبراتهم السابقة في أكثر من موقف. ولذلك أرى، خاصة مع وجود تقنيات التبرع الإلكترونية، أن ينتبه الناس المحسنون إلى ما هو حقيقي وما هو مزيف من مبادرات ووسائل فعل الخير. وألا يصدقوا كل ما يسمعون أو يقرأون، بل أن يتثبتوا بحرص شديد من أن تبرعاتهم تذهب فعلاً إلى محتاجين ومعسرين حقيقيين. وهذا التثبت، بالمناسبة، ليس صعباً على الإطلاق. يكفي مثلاً أن تسأل وتتقصى من جهات رسمية أو مجتمعية معتمدة قبل أن تضع يدك في جيبك.
@ma_alosaimi