في الوقت الذي أكدت فيه المملكة حرصها على اليمن الشقيق وشعبه وأمنه وعودة السلام والوحدة إلى ربوعه - كما قلت في المقال السابق-، فإن العصابات الطائفية بعدم استجابتها لمبادرة التحالف العربي لوقف إطلاق النار من جانبها، وهو اعتبارا من منتصف نهار الخميس قبل الماضي، واستمرارها في خرق وقف إطلاق النار بكل السبل، تؤكد بذلك عدم امتلاكها القرار أولا لأنها تعمل بإمرة مشغليها ملالي الطائفية في قم الذين يعملون من خلال هذه العصابة ومن خلال العزف على وتر الطائفية البغيضة، وعلى إذكاء الصراعات في المنطقة ودفع عملائهم والمغرر بهم من أبناء العراق وسوريا واليمن ولبنان للتنكر لأوطانهم والتحول إلى أدوات في يد النظام الفارسي في طهران، الذي يلبس لباس الدين والمذهب لتحقيق طموحاته وأطماعه في السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها. كما أن موقف المملكة الذي يعمل لصالح اليمن في أكثر من اتجاه يؤكد النوايا الطيبة والصادقة تجاه اليمن الشقيق، فهي في الوقت الذي تقدم فيه الدعمين السياسي والعسكري للحكومة الشرعية بكل وضوح دون مواربة، فهي أيضا لم تتأخر عن دعم اليمن في إغاثة الشعب اليمني المنكوب من خلال صندوق الملك سلمان وغيره من قنوات الدعم سواء لمواجهة جائحة كورونا والحالة الصحية المتردية حتى في المناطق التي تسيطر عليها عصابات الحوثي، إضافة إلى دعمها المستمر لإعمار اليمن قبل أزمة كورونا وبعدها، وهو دعم يعرفه القاصي والداني وتشهد به وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في اليمن وطالما أشاد به الأمين العام للأمم المتحدة الذي رحب بمبادرة التحالف العربي لوقف إطلاق النار، ودعا الأطراف اليمنية إلى الاستجابة للجهود الهادفة إلى إحلال السلام من خلال الاجتماع والتفاوض ووضع مصلحة بلادهم فوق كل اعتبار، وفي نفس الوقت فإن العصابات الطائفية التابعة لملالي الشر، والقابعة في صنعاء، تثبت بموقفها هذا عدم اكتراثها بالأخطار التي يتعرض لها الشعب اليمني الشقيق من وباء كورونا وهي أخطار تفوق حتى ما تتعرض له البلدان الأخرى، بسبب الأحوال الصحية والمعيشية المتردية في اليمن وهو ما يؤكد أن مصلحة اليمن وشعبه ليست ذات أولوية لدى هذه العصابات التي اعتادت حتى أن تسرق المساعدات والمعونات الغذائية التي ترسل بها الدول والمنظمات الدولية لإغاثة الشعب اليمني، وهو الأمر الذي أكدته مصادر هذه الهيئات والمنظمات أكثر من مرة، بل تأبى هذه العصابات إلا أن تزيد الطين بلة وتجمع على شعب اليمن أخطار أسلحتها وصواريخها البالستية وأخطار كورونا حتى وهي ترى العالم كله يتجاوز الخلافات ويتوحد في مواجهة هذا الوباء الخطر، وهي لا تدرك أنها بموقفها هذا الذي يغلق الأبواب أمام كل محاولات الحل السلمي للأزمة اليمنية إنما تدفع العالم دفعا إلى اليأس من أية محاولة لدفعها إلى القبول بالسلام والجلوس مع الشرعية على مائدة المفاوضات والقبول بشرعية اليمن ووحدته، وابتعادها عن استخدام السلاح لغرض إرادة أطراف خارجية، على شعبه والاعتراف بأنه مكون مدني من مكونات الشعب اليمني له حقوقه في المواطنة ولوطنه له عليه حق الانتماء والولاء والدفاع عنه أمام كل من يطمع في السيطرة عليه ونهب ثرواته والوقيعة بين أبنائه.. فهل يبرأ الحوثيون من طائفيتهم، وهل يعودون إلى رشدهم؟؟.
fahad_otaish@