قال الكاتب د. بندر الزهراني إن هناك بعض الضبابية في الرؤية، خاصة في خطة العمل المتعلقة بقرارات ما يخص التعليم عن بعد، أو فلنقل هناك بعض التوتر والقلق يحوم حول مراحل تنفيذ الخطة بشكل عام، وبالتالي ينسحب ذلك سلبا على إدارة الأزمة في الحقل التعليمي.
وأضاف: إن ضعف القدرات الإلكترونية لدى بعض عمادات التقنية في الجامعات المحلية، وكذلك غياب الوعي المعرفي والجمعي لدى الطلاب، هو بلا أدنى شك نتيجة مباشرة لغياب الرؤية الواضحة في التخطيط، فالوزارة نفسها لم تكن على علم كافٍ بمدى جاهزية الأنظمة الإلكترونية في الجامعات، ولم تشخص جيدا علاقة الطلاب بأدوات التعليم الإلكتروني.
الزهراني: غياب الرؤية الواضحة في التخطيط
أوضح الأديب والناقد والباحث د. مرزوق بن تنباك أن الدراسة عن بعد غير مجدية علميا، خصوصا بعد قطع مرحلة جيدة من المنهج قبل التوقف. مضيفا: إنه كان يفضل منذ البداية الاكتفاء بما تم من المنهج ويختبر الطلاب وينتهي الفصل على خير، لا سيما أنه قريبا سيحل علينا شهر رمضان الكريم، وفي الواقع الاكتفاء بما حصل أولى من الاستمرار المتعثر.
أكد رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب د. دايل الخالدي، أن التعليم عن بعد مطلب مهم وحيوي في العصر الحالي، وأصبح أساسًا في كل التعاملات الحياتية، وقد لمسنا أثره الكبير في العملية التعليمية نفسها، وما لمسناه من تفاعل الطلبة مع أدوات المنظومة الإلكترونية، أثبت نجاح التجربة.
وقالت الأستاذ في قسم علوم الغذاء والتغذية بكلية العلوم الزراعية والأغذية أ.د. هالة العتيبي، إن التجربة جعلتنا نستكشف مهارات عديدة ومميزات لم نكن نعرفها عن طلابنا جيل الألفية الثالثة الذين كانوا أكثر مرونة وتقبلا لها منا، وكشفت المحاضرات التفاعلية، عن مدى احترافية طالباتي في استخدام التكنولوجيا، وسرعة تكيفهن مع الوضع الحالي.
قالت والدة الطالبة ريف عبدالله: حقيقةً أنا والكثير من الأمهات كنا نجتمع في مجموعة عبر «الواتس آب» جميعنا نتّفق على مسؤولية تدريس أبنائنا وبناتنا من الألف إلى الياء، لأن الغالبية العُظمى من المعلمات لا تهتم بالمراجعة أو التقييم الدوري، مُعلّلات ذلك لنا بإمكانية إلغاء الفصل الدراسي إثر الأزمة الراهنة.
وأضافت والدة الطالبة مريم محمد: منصة «عين» لم تكن متاحة كل الوقت، ونجد صعوبة بالغة في فتح المنصة، وتكبدت عناء تدريس ابنتي صفحة صفحة، بينما المدرسة والمعلمات منذ بدء تعليق الدراسة لم يبذلن أدنى جُهد في ذلك.
ونوّهت والدة الطالبة وئام خالد إلى صعوبة التوفيق بين تدريس الأبناء وبين الاهتمام بالمنزل ومسؤولية الزوج والأبناء والمنزل في ظل منع التجول.
أولياء أمور: صعوبة فتح المنصة وضعف اهتمام المعلمين
ابن تنباك: الدراسة الافتراضية غير مجدية
اليامي: ماذا عن بدائل شركات الاتصالات؟
تساءل الكاتب مانع اليامي: هل الخيارات المتعلقة بالتعليم عن بعد، وكذا قرار الاختبارات أتت على ظهر اتفاقات مسبقة مع شركات الاتصالات لضمان فتح خدمات الإنترنت للطلبة والطالبات، أم أن فرصة انقطاع خدمات الإنترنت واردة إذا انتهى رصيد باقة الطالب؟ باختصار ماذا قدمت شركات الاتصالات للوزارة إن تعثر التعليم عن بعد، مؤكدا أن نجاحه مربوط بما تقدمه شركات الاتصالات من خدمات تقنية خاصة في المدن الطرفية والقرى، وهذا في تقديري يجب ألا يغيب عن الوزارة.
وصفت المعلمة والكاتبة شوقية الأنصاري معاناة الطلاب والطالبات قائلة: يوجد العديد من الطلاب الذين لا يعلمون من أين يبدؤون ويجدون الحلول، ويستنجدون بالمعلم للوصول للدروس لقلة إمكانياتهم، ولعل جهود وزارة التعليم وسياستها الإجرائية لتيسير التعليم لجميع المتعلمين، وضمان تمكنهم من الاستفادة الفعلية من الدروس التفاعلية واضحة متيسرة لفئة دون أخرى، وعلى الوزارة وضع رؤية واضحة للتيسير على الطلاب والمعلمين.
الأنصاري: عدم مراعاة الفروق الفردية
أشار المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص إلى أن أكثر من 500 ألف طالب وطالبة في المنطقة باشروا تعليمهم عن بعد في مختلف المراحل الدراسية للعام الدراسي 1441هـ عبر المدرسة الافتراضية، التي اشتملت على عدد من الخيارات، منها ٢٠ قناة للبث المباشر من خلال قناة عين الفضائية التي كانت تبث يوميا مختلف الدروس لجميع المراحل التعليمية وفق جدول للحصص بشكل يومي، وفي الجانب الرقمي كأحد البدائل التعليمية نجد بوابة المستقبل، ومنظومة التعليم الموحد، وبوابة عين الإثرائية التعليمية، إضافة إلى إعادة البث للدروس طيلة اليوم عبر قناة عين على موقع اليوتيوب، وهو الأمر الذي أتاح للطلبة متابعة دروسهم بكل يسر وسهولة، لافتا إلى وجود لجنة كانت مهمتها الإشراف على عملية تفعيل وتطبيق هذه البدائل.
20 قناة بث مباشر بتعليم الشرقية
أبان الباحث في الصحة النفسية والمتخصص في فن الإرشاد النفسي وعلم النفس الإعلامي د. سلمان السبيعي، أن أبرز إيجابيات التعليم عن بعد إكساب الطلاب مهارات استخدام التكنولوجيا الحديثة وانعكاس ذلك على الجوانب المعرفية، كما يساهم في رفع مستوى المسؤولية الذاتية لدى الطلبة والحرص على الوقت والمحافظة عليه ويعطي الطلبة توسيعا للمدارك المتعلقة بتوظيف التقنية في مجال التعليم وكسر حواجز الخوف لدى الطلبة والجوانب النفسية والرهبة من الدراسة وإعطاء الطالب أكثر من فرصة في التعليم. وأضاف إن هناك جوانب سلبية منها وجود معوقات خاصة بالجوانب التقنية، وعدم وجود تفاعل بين المعلم والطالب، وعدم السيطرة على هوية الطالب بالإضافة إلى وجود تصورات سلبية لدى المجتمع عن التعليم عن بعد.
باحث: يعزز المسؤولية الذاتية ويوسع المدارك
أكاديميون: فرصة لاكتشاف المهارات
ذكر عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد د. فواز بن وصل الله الصاعدي، أن العمادة وفرت أنظمة إلكترونية للتعليم عن بعد، ومنظومة متابعة الدراسة، وخدمات إلكترونية، ودعما فنيا، ودورات تدريبية تخصصية، وأدلة إرشادية إلكترونية للطلبة في المهارات الأساسية بغرض تأهيليهم، وضمان فاعلية استخدام الأنظمة، وحضور المحاضرات المسجلة والمباشرة، والتفاعل مع الأساتذة، ومع المحتوى العلمي وأداء المهام والأعمال الفصلية من خلالها بيسر وسهولة، كما تتابع العمادة سير عملية التعلم، واستخراج التقارير اليومية التي تبين مدى تفاعل الطلبة، واستجابتهم لنشاطات وعناصر العملية التعليمية، ورصد الحضور في الجلسات والمحاضرات المباشرة. ولفت عميد تقنية المعلومات د. حسن القحطاني إلى إرسال أكثر من مليونين ونصف المليون رسالة نصية توعوية مؤخرا تشتمل على عدد من المنشورات وأدلة إجراءات العمل عن بعد، وأدلة استخدام الأنظمة والاحتياطات الواجب اتخاذها لحماية منظومة العمل عن بُعد، ودليل استخدام نظام طلبات الدعم الفني وغيرها، وعلى مستوى النظم والتطبيقات تم إتاحة حزمة من الخدمات السحابية المرخصة للاستخدام من قِبل مستخدمي الجامعة لتشمل أكثر من 20 تطبيقًا لسطح المكتب، كما تم إجراء بعض الإعدادات لتحسين أداء قواعد البيانات الخاصة بالمنظومة، بالإضافة لدعم وتعزيز العمليات على نظام المعاملات الإدارية، وبلغ عدد الحركات على المعاملات أكثر من 65 ألف عملية.
مختصون: دعم فني وأدلة إرشادية
أكد رئيس لجنة التعليم بغرفة الشرقية خالد الجويرة، أنه منذ إعلان توقف الدراسة في المدارس بادرت المدارس الأهلية لاعتماد التعليم الإلكتروني عن بعد، وأعدت لذلك الخطط التعليمية والتدريبية المباشرة، واستخدمت المنصات الإلكترونية المختلفة، مضيفاً إن الحديث عن إعادة جدولة الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الثاني أمر متروك للمدارس حسب ما تراه من المصلحة المشتركة مع أولياء الأمور، وبما لا يؤثر على قدرة المدارس على تنفيذ التزاماتها من رواتب موظفين وإيجارات وقروض وخلافه، وسنعمل مع كافة الأطراف ذات الصلة على تحقيق مصلحة مشتركة لكل أطراف العملية التعليمية.
عشوائية التنفيذ وضبابية التقييم أبرز العيوب
اعتبرت الطالبة ريف عبدالله أن تجربة التعلم عن بُعد تجربة سلبية؛ لكونها عشوائية بشتى نواحيها، مضيفة إن غالبية الطلاب لا يعرفون آلية الدخول لـ«منصة عين»، والمتابعة من خلالها أولاً بأول.
فيما أكّدت الطالبة روز محمد، صعوبة تهيئة البيئة المنزلية المُلائمة للتعلم، في ظل تجمع الأسرة كلها بالمنزل.
وأشارت الطالبة مروة العلي إلى عدم اهتمام بعض المعلمات للتقييم الدوري للطالبات، وقالت: أكثر ما كنا نخشاه فرض اختبارات نهائية، واعتماد درجات لا نستحقها رغم أن بعض المعلمات لا يولين الوضع الراهن أي أهمية.
وأضافت زميلتها الطالبة ليان خالد قائلة: التجربة بحاجة لخطة فعلية بحيث يتم تحديد خطة مجدولة من المدرسة ذاتها، وتقوم المعلمة بشرح الدرس شرحاً وافياً ومُختصراً، وتُتاح لنا مناقشته مع المعلمة، من ثم يتم تقييمنا في اختبارات أسبوعية دورية.
وتساءل محمد الزهراني عن الرسوم التي تم دفعها للمدارس الأهلية للفصل الدراسي الثاني ومدى إمكانية تقليصها أو إعادة جدولتها خاصة وأن الدولة تكفلت بنحو 60 % من رواتب السعوديين في القطاع الخاص.
وألمحت الطالبة سارة محمد إلى أن الكثير من الطلاب والمعلمين اعتمدوا على فكرة «إمكانية إلغاء الاختبارات»، قائلة: الكثير من الطلاب والطالبات غير مُهتمين باستذكار دروسهم؛ لعدم وجود آلية للتقييم.
أوضح مدير جامعة الملك فيصل د. محمد العوهلي، أن الجامعة قامت بتشغيل منظومة التعليم عن بعد باحترافية مكنت طلابها وطالباتها من استمرارية تعلمهم بأفضل الممارسات التعليمية، إلى جانب اجتماع مجالس الجامعة والكليات والأقسام، وتسيير العمل الإداري والمالي بكل يسر ومرونة.
وأكد وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية أ.د. عبدالله النجار، توفير محتوى تعليمي رقمي متكامل ومتنوع للطلبة على المنصة التعليمية، عبر المحاضرات المباشرة والمسجلة على مدار الساعة، إلى جانب إعداد خطة للتقويم المستمر تميزت بتنوع أدوات التقييم وفقا للخطة المعدة لذلك من خلال التقارير التفصيلية اليومية والأسبوعية.
وأضاف وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع د. مهنا الدلامي، إن الجامعة قامت بتشغيل 50 استوديو مجهزا وفق معايير البث والتصوير التلفزيوني لبث وتسجيل المحاضرات بجودة عالية؛ لتمكين أعضاء هيئة التدريس من عقد وتسجيل 1000 محاضرة يومياً.
قال الطالب خالد العتيبي، بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل، إن تقنية التعليم عن بعد بجامعتنا ليست وليدة اليوم، ومن أبرز مميزاتها متعة المشاركة والتفاعل مع الأستاذ في المحاضرة بالكتابة، أو بالمشاركة الصوتية أو المرئية، إضافة للشرح بطرق تفاعلية تمكنك من الفهم، والاستنتاج السريع لما فيها من محاكاة للواقع، وتقليل عناء الحضور، وازدحام الطرق، والشيء الأهم إمكانية مشاهدة المحاضرات مسجلة أو مباشرة أكثر من مرة بدون إنترنت مما يجعل العملية التعليمية لا تتأثر بهذه بالظروف.
وأضاف الطالب بكلية الطب ناصر الحميدي: نفتخر بجامعتنا التي تعد مثالاً يُحتذى به في إنجاح منظومة التعليم مهما كانت الظروف، فسواء كنا على مقاعد الدراسة، أو عبر الشاشات، فإنها تظلُّ ناجحة بكل المعايير والمقاييس، فشكراً لكل القائمين على هذا النجاح الباهر.
وأشارت الطالبة بكلية الآداب نورة الليلي إلى أنهن باشرن تلقي تعليمهن عبر منصة بلاك بورد. مضيفة: كل الفرص والخدمات التعليمية متاحة لنا، وأسهم ذلك في إبراز قدراتنا ومهاراتنا الفردية، وإني أشكر جامعتي على ما قدمته لنا من دعم إرشادي وفني.