المملكة العربية السعودية تحرص دوما أن تكون مواكبة لكافة النقلات التقنية التي تتسارع في العالم، فارضة أساليبها الجديدة على المنظومة الاقتصادية والسياسية والسياحية، ناهيك عن أن المنظومة التعليمية أمر ينساق في ذات الرؤية المستقبلية ومشاريع التحول الوطنية التي أثبتت قدرتها على مواكبة كافة تلك التطورات والتحديات في منظومة التعليم العالمية، والتي لا مناص من استدراك تطورها وحداثة أساليها خاصة أن المملكة ترتبط في خططها التعليمية مع مسارات التعليم الدولية ولديها عدة اتفاقيات وخطط وشراكات من أكثر الدول تقدما في مشهد متناغم مع التطور المنشود والنهضة التنموية التي تسارع لها الخطوات وتستحضر القفزة تلو الأخرى لبلوغ الطموح الذي جاءت به رؤية المملكة، والتي لا تزال تبلغ عنانها وتستلهم آفاقها بحكمة وحنكة قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولعل ما عاشته المنظومة التعليمية على مستوى الوطن وفي مختلف مراحلها خلال هذه الظروف الاستثنائية وقدرتها على الانتقال السريع والمتقن والمتجانس والمتناغم في كافة تفاصيله بحيث تمكنت من تفعيل التعليم عن بعد في المراحل التعليمية في تحد فريد ورسالة تسجل للتاريخ مفادها بأن التخطيط والرعاية والدقة والشمولية التي تتمتع بها مشاريع وشراكات المملكة التعليمية تثبت ثباتها، وتحقق قدرتها في الظروف الاستثنائية، كما لو كانت التقليدية، في مثالية ونموذجية تنفرد بها قيادة المملكة وتعكس حجم قدراتها وقوة ووفرة مقدراتها.
ولعل إطلاق الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض خمس مسابقات تنافسية -عن بعد- حملت عناوين متنوعة ومجالات مختلفة (مسابقة أفضل فيلم قصير، هاكاثون النشاط الطلابي عن بُعد 2020 لأفضل الحلول والأفكار والمبادرات لأزمة فيروس كورونا، الروبوت وكورونا، أفضل جدول يومي، رسالة إلى أبطال التعليم)؛ بهدف إذكاء روح المنافسة بين الطلاب واستثمار أوقات فراغهم داخل المنزل بما يعود عليهم بالنفع، من خلال منحهم الفرصة لعرض مواهبهم وتجاربهم وإبداعاتهم خلال هذه التجربة التي نعيشها ويعيشها العالم أجمع من ظاهرة تفشي فيروس كورونا المستجد.
نموذج آخر ودلالة جديدة على قوة وقدرة الكيانات الأساسية والخطط المتبعة في المنظومة التعليمية بالمملكة العربية السعودية، والتي رغم ما يعاني منه العالم من ظروف استثنائية بسبب كورونا المستجد لا تزال تمضي قدما في مسيرة التعليم الرسمي ناهيك عن المشاركة في الجوانب العالمية للأنشطة الطلابية الداعمة للابتكار والشاهدة على التميز والإبداع الذي يعيشه أبناء الوطن، بفضل حكمة قيادتهم، التي أحسنت رعاية كافة ما يتعلق بحاضر تعليمهم ومستقبل حياتهم.
[email protected]