وفي العصور المتأخرة رأينا سكان الخليج العربي مخالطين للهنود والفرس. وأهل اليمن خالطوا الأحباش والهنود. وقد ينطبق هذا القول على بلاد الشام ومصر والمغرب العربي.
ولم تكن اللغة العربية منفردة بهذه الخاصية، ففي اللغة الإنجليزية توجد مثل تلك الفروق مناطقيا.
وفي رأيي، وحسب مطالعاتي وجدت أن العرب قد أبقوا بعض الألفاظ المهاجرة على صورتها وبعض العرب غيروا فيها أصل المفردة، وآخرون صحفوها، ولهذا يكون البحث في تحقيق الألفاظ (الإيتولوجيا) صعبا لا يتطرق إليه أحد من لغويي العصر. أو ليس بالسهولة البحث في تجذير الإنجليزية إلى اللاتينية.
وعن تباعد اللغات المحكية في الوطن العربي، أذكر واقعة طريفة، مرت علي أثناء عملي في الملحقية التعليمية السعودية في بريطانيا. فقد حضر إلى لندن أحد معارفي ومعه ابنه اليافع يريد إلحاقه بمدرسة تعليم الإنجليزية خلال فترة الصيف. وطلب مني إلحاقه في مدرسة صيفية تعلم اللغة الإنجليزية وتقدم لهم أيضا خدمة إيوائهم مع عائلة إنجليزية معروفة لدى المدرسة.
تحرص أكثر المدارس في ذلك الوقت وحتى الآن على ألا يجتمع طالبان من لغة أو جنسية واحدة في سكن واحد حرصا من العائلة على جعل الطالب يتحدث مع إنجليز وتمنح الطالب أو الطالبة مجالا أوسع للإلمام باللغة نطقا واصطلاحا.
ومعروف أن فصل الصيف يكتظ بالقادمين، ولا تتيسر العوائل حسب الطلب، وتلك ظاهرة ملموسة في المدارس الصيفية في إنجلترا.
وكلمتني المدرسة التي اخترتها للطالب، وتقع خارج لندن، مبدية أنهم وجدوا العائلة المناسبة، لكن العائلة تؤوي أيضا طالبا من المغرب، عند هذا الحد عرضت الموضوع على صاحبي فقال: بس.. هذا المطلوب! فسيتحدث الاثنان فيما بينهما بالإنجليزية، لأن أحدهما لن يفهم الآخر لو تحدثا بالعربية.
ويتندر البعض بلهجة القصيم، معطين مثالا لجملة تقول: به بس نيم، ومعناها في الفصحى: موجود لكنه نائم.
@A_Althukair